رحلة الحمل قد تحتاج إلى وقتٍ وجهدٍ – فقط 30% من الأزواج يتمكنون من الحمل في الشهر الأول من المحاولة، ويظل رُبع الأزواج يحاولون لمدة عامٍ كاملٍ، وقد لا ينجحون في ذلك.
هل الأطعمة لها دور في زيادة الخصوبة أما أنها خرافة؟
الغذاء وحده ليس حلاً سحرياً للمشاكل الطبية المرتبطة بالخصوبة، لكن الحفاظ على وزن صحي، وتناول الأطعمة الغنية بالمغذّيات ومضادات أكسدة قد يساعد على تحسين صحة الجهاز التناسلي، وزيادة فرص الإنجاب من خلال رفع جودة وكمية البويضات والحيوانات المنوية، وهذا ليس محصوراً في النساء فقط، إذ يجب أن يتبع الزوجان نظام حياة صحي معاً، خاصة وأن نصف حالات العقم ومشاكل الخصوبة ترجع إلى في الذكور.
أفضل 6 أطعمة لزيادة الخصوبة
يمكن أن تُساعد تضمين هذه الأطعمة في زيادة الخصوبة، ورفع فرص الإنجاب:
1- الجوز
هذه المكسرات المتواضعة تحمل قوة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالخصوبة، فالجوز غنيّ بالأحماض الدهنية أوميغا-3، المعروفة بتعزيز التبويض ودعم صحة الحيوانات المنوية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يحتوي على فيتامين E الذي يعمل كمضاد أكسدة، ويعزز عدد وحركة الحيوانات المنوية، فقد أظهرت دراسة أن تناول حفنة من الجوز يومياً (نحو 42 جرامًا) لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى تحسن كبير في صحة وجودة الحيوانات المنوية لدى المشاركين.
2- الطماطم
الطماطم هي من الأطعمة المفيدة للخصوبة، فهي تحتوي على فيتامينات A وC، وكذلك على مادة الليكوبين، المادة النباتية التي تمنح الطماطم والفواكه والخضروات الأخرى الحمراء لونها الزاهي، والتي قد يكون لها تأثير إيجابي في عدد وحركة الحيوانات المنوية.
لكن الطماطم المطبوخة أفضل من الطازجة من الناحية الغذائية للحصول على أقصى استفادة من الليكوبين، على سبيل المثال عند طهي الطماطم لدقيقتين (على درجة حرارة 88 سيليسوس)، يرتفع مستوى الليكوبين فيها بنسبة 54%، وترتفع النسبة إلى 75% عند طهيها لمدة 25 دقيقة، أضف إلى ذلك أنّ عملية الطهي تزيد من امتصاص الليكوبين في الجسم.
إذا كنت لا تحب الطماطم المطبوخة، فهناك خيارات أخرى تحتوي على كمية جيدة من الليكوبين، مثل الطماطم الطازجة، أو المجففة، أو حتى معجون الطماطم، لكن انتبه إلى محتوى السكر فيه.
3- الحمضيات
هذه الفواكه غنية بفيتامين C، مضاد الأكسدة الذي يؤثر بشكل إيجابي في صحة الحيوانات المنوية. كما أنها تحتوي على مستويات عالية من البوليامينات، المركبات الأساسية لعملية التكاثر في الذكور والإناث، وأفضل خيارات الحمضيات هي: الجريب فروت، والليمون، والبرتقال، واليوسفي.
4- منتجات الألبان كاملة الدسم
بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول الألبان الكاملة الدسم قد يقلل من خطر فشل الإباضة عند النساء المرتبط بمشاكل العقم والخصوبة؛ وذلك بفضل محتواها من فيتامينات A و E و D المهمة لصحة الجهاز التناسلي، إلى جانب احتواء الأجبان بشكل خاص على البوليامينات (Polyamines) أيضاً.
لذلك، ننصحك بإضافة الألبان الكاملة الدسم والأجبان الصلبة أو الخام إلى نظامك الغذائي. لا توجد كمية محددة للألبان التي يجب أن تستهلكها، لكن عليك مراعاة النصائح العامة للتغذية الصحية، والحرص على عدم الإفراط في تناول الدهون.
5- الفاصولياء والعدس
تحتوي الفاصوليا والعدس على مركب السبرميدين (أحد أنواع البوليامينات) وحمض الفوليك أيضاً، حيث وجد أن ارتفاع مستويات حمض الفوليك يُساعد على زيادة نسب نجاح التلقيح داخل الرحم عند النساء، كما أنه يُحسّن عدد ونوعية الحيوانات المنوية عند الرجال.
تمدّ الفاصوليا والعدس الجسم بالبروتين النباتي أيضاً، وهو أفضل من البروتين الحيواني للخصوبة، حيث تشير الأبحاث إلى أنّ النساء اللاتي يستهلكن البروتين النباتي يكن أقل عرضة لمشاكل الإباضة والخصوبة.
6- السردين والسلمون
تعتبر الأسماك مصدراً غنياً بالأحماض الدهنية أوميغا-3 المفيدة للخصوبة، لكن يجب الانتباه؛ لأن بعضها يحتوي على نسب عالية من الزئبق، وهو معدن يمكن أن يكون ضاراً بالصحة والقدرة على الإنجاب.
رغم ذلك، هناك دراسات تشير إلى أن الأزواج الذين يتناولون الأسماك بشكل متكرر – مثل 8 حصص أو أكثر في الشهر – يمكن أن يحققوا الحمل بسرعة أكبر من الأزواج الذين يتناولونها بشكل أقل.
لذا، من الأفضل اختيار الأسماك الغنية بأوميغا-3 والتي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق، مثل السردين والسلمون سواء كانت معلبة أو طازجة، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل الأنشوفة، الماكريل المعلب، الرنجة، والمحار.
أسوأ الأطعمة للخصوبة
لا يكفي الاعتماد على تناول الأطعمة الصحية فقط، بل يجب أيضاً الحذر من الأطعمة الضارة للخصوبة، والتي ينبغي تجنبها أو الحد منها أثناء محاولة الحمل، وهي:
- السكر المضاف، الذي يوجد في المشروبات السكرية، والحلويات، والمخبوزات بكثرة.
- الكافيين.
- اللحوم الحمراء والمصنعة، خصوصاً التي تحتوي على دهون مشبعة بكميات كبيرة.
- الكحول.
تذكر أن النظام الغذائي الصحي جزء مهم من رحلة الحمل، لكنه ليس العامل الوحيد، فهناك عوامل أخرى تؤثر في خصوبتك، مثل العمر، والوزن، والهرمونات، والصحة العامة. لذلك، ننصحك بمراجعة طبيبك قبل البدء في أي نظام غذائي أو مكمل غذائي، كما ننصحك بالحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن.
21 ديسمبر 2023