قد تتفاجأ عندما تعلم أنّ ارتفاع ضغط الدم ليس مصدر قلق للبالغين فحسب، بل يمكن أن يصيب الأطفال أيضاً، في الولايات المتحدة وحدها، يعاني 2-5% من الأطفال من ارتفاع ضغط الدم، وترتفع النسبة إلى 25% بين الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
بغض النظر عن العمر، فإنّ الحفاظ على مستوى صحي لضغط الدم أمر مهم جدًّا للصحة العامة، يهدف هذا الدليل الموجز إلى تزويدك بمعلومات قيّمة حول هذه المشكلة الصحية لدى الأطفال.
أعراض ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
مرض الضغط يُعرف بالمرض الصامت، فلا يُظهر أعراضًا ملحوظة في كثير من الأحيان، لذلك حوالي 75٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال غير مشخّصة، لذا توصي جمعية القلب الأمريكية بإجراء فحوصات ضغط الدم الدورية أثناء الزيارات الروتينية للأطفال للطبيب.
الفحوصات الدورية تساعد على الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم واتخاذ الإجراءات اللازمة، فإذا كان طبيب طفلك لا يقيس ضغط دمه دورياً فلا تتردد بطلب ذلك منه.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
للحصول على تشخيص دقيق لارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، يجري الطبيب تقييمًا شاملاً يعتمد على:
- المراقبة منتظمة لمستويات ضغط الدم
إذا تم اكتشاف ارتفاع في قراءة ضغط دم الطفل توصي جمعية القلب الأمريكية بأخذ سلسلة من القراءات لضغط الدم في أوقات مختلفة، وأحيانًا على مدار عدة أشهر، لتقييم ما إذا كانت مستويات ضغط الدم مرتفعة باستمرار أم لا، حيث يتطلب الأمر أكثر من قراءة مرتفعة واحدة للتشخيص.
- تقييم عوامل الخطر
بما فيها السمنة، والتاريخ الطبي للطفل، وعائلته.
- الفحوصات المخبرية
قد يوصي الطبيب بفحوصات الدم وفحوصات مخبرية أخرى للمساعدة على تضييق نطاق الأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم.
أنواع ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
يصنف مقدمو الرعاية الصحية ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال إلى نوعين: ارتفاع ضغط الدم الأولي ليس له سبب واضح، وهو الأكثر شيوعًا، وارتفاع ضغط الدم الثانوي الذي ينشأ بسبب أمراض أو حالات كامنة.
يمكن أن تختلف أنماط ضغط الدم في مرحلة الطفولة والمراهقة، وقد يتغلب بعض الأطفال على ارتفاع ضغط الدم مع تقدمهم في السن، لكن في بعض الحالات قد تبقى الحالة مستمرة لديهم.
علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
من خلال اتباع نهج شامل للعلاج، يمكنك مساعدة طفلك على إدارة ارتفاع ضغط الدم بشكل فعال وتعزيز مستقبل أكثر صحة. يتضمن علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال:
- تغييرات نمط الحياة، تلعب تغييرات نمط الحياة دورًا محوريًا كعلاجات أولية لارتفاع ضغط الدم، شجّع طفلك على:
- تقليل الوزن الزائد، ومحاولة الحفاظ على وزن صحي.
- إضافة التمارين الرياضية إلى الحياة اليومية.
- الالتزام بنظام غذائي صحي.
- تجنب التدخين بكافة أشكاله، كون التدخين الإلكتروني أصبح مشكلة شائعة حتى بين الأطفال.
- أدوية خفض ضغط الدم: في بعض الحالات، قد لا تكون تعديلات نمط الحياة وحدها كافية، فيصف مقدم الرعاية الصحية الدواء.
يعد الاكتشاف المبكر والإدارة لارتفاع ضغط الدم أمرًا بالغ الأهمية لمنع المضاعفات الصحية طويلة المدى. استشر دائمًا متخصصي الرعاية الصحية للحصول على مشورة وإرشادات شخصية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات طفلك.
مخاطر ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
يزيد ارتفاع ضغط الدم المزمن لدى الأطفال من خطر الإصابة بأمراض مختلفة مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والنوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، ومشاكل العين وفقدان البصر والتغيرات في الإدراك، وغيرها، لذا تعد مراقبة القراءات بانتظام، والكشف المبكر والعلاج أمرًا بالغ الأهمية في منع المضاعفات الصحية طويلة المدى.
25 يناير 2024
