يقدر الباحثون أنّ نحو 25 مليون شخص من الأطفال واليافعين بعمر 5-25 عاماً مصابون حالياً بمرض مزمن أو محدودية وظيفية.
ارتفعت نسبة انتشار الأمراض المزمنة إلى مستويات غير مسبوقة مؤخراً، إذ يقدر أنّ 1 من كل 3 من الأطفال واليافعين يعاني من أحد الأمراض المزمنة التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة، وذلك وفقاً لبحث جديد.
“هذا الارتفاع يعود بشكل أساسي لتزايد أمراض مثل: التوحد، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD/ADD)، والربو، وما قبل السكري، والاكتئاب والقلق.” وذلك وفقاً للدكتورة لورين ويسك، الأستاذة المساعدة في قسم الطب الباطني العام وبحوث خدمات الصحة في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة UCLA.
نسبة انتشار أمراض الطفولة المزمنة الآن أعلى من التقديرات السابقة، وتضيف الدكتورة ويسك المؤلفة الرئيسية للدراسة “اليافعون الذين يتعرضون لظروف اجتماعية واقتصادية صعبة —مثل: قلة التعليم، وقلة الدخل، والاعتماد على التأمين الصحي الحكومي، والبطالة، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، مقارنة بأقرانهم الذين يعيشون في ظروف أفضل.
المزيد من التفاصيل
نُشرت نتائج هذا البحث في المجلة العلمية المُحكمة Academic Pediatrics.
حلل الباحثون بيانات وطنية على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، لحوالي 236,500 شخص تتراوح أعمارهم بين 5-25 عاماً. هذه البيانات أُخذت من المسح الوطني للمقابلات الصحية (NHIS) للفترة ما بين 1999 و2018، وقام الباحثون بتقدير معدل الزيادة السنوية للإصابة بالأمراض المزمنة والمحدودية الوظيفية على مدار هذه السنوات.
وقد أظهرت نتائج البحث أنّ نسبة إصابة الأطفال بعمر 5-17 عاماً بحالات مزمنة ارتفعت من 23% في عام 1999/2000 ووصلت إلى 30% بحلول عام 2017/2018.
هذا يعادل زيادة سنوية تُقدَّر بـ 0.24 نقطة مئوية، أي ما يقارب 130,000 طفل إضافي سنويًا.
تشير الدكتور ويسك إلى أن كل هذه الحالات المزمنة تقريباً يمكن السيطرة عليها إذا توفر للمريض رعاية طبية عالية المستوى، ولكن النظام الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية لا يضمن ذلك دائما. وقالت موضحة:
“يحتاج معظم اليافعين المصابين بهذه الأمراض المزمنة لرعاية صحية واجتماعية طوال حياتهم، ولكنّ نظامنا الصحي الحكومي لا يتيح انتقالًا سلسًا من رعاية الأطفال إلى رعاية البالغين، ولذلك الكثير من الشبان اليافعين معرضون لخطر الانقطاع عن الرعاية الصحية، مما قد يزيد حالتهم الصحية سوءاً.”
وأضافت مردفة “يجب أن نستثمر في تعزيز الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى طيلة حياتهم، من أجل حماية صحتهم وجودة حياتهم، ولتوفير أعلى درجات التمكين لهم في المجتمع من ناحية التعلم، أو العمل، أو الحياة الاجتماعية والمجتمعية”.
كان هنالك بعض من المحددات أو القيود لهذه الدراسة، وتتضمن: اعتمادها على معلومات مقدمة من المرضى أنفسهم أو مقدمي الرعاية الصحية لهم، وهو أمر قد يؤدي لجعل بعض المعلومات التي حُصل عليها غير دقيقة أو غير مكتملة؛ بسبب نسيان بعض التفاصيل أو تذكرها بشكل غير صحيح.
كما واجه الباحثون صعوبة في تحليل الاتجاهات لبعض الحالات الصحية بسبب ندرة انتشارها، بالإضافة إلى تصميم المسح الوطني للمقابلات الصحية (NHIS)، الذي أدى إلى تقييم غير متناسق لبعض الحالات على مر السنين.
وقالت ويسك ” تمكن باحثونا من الحصول على تقدير فحسب لنسبة انتشار هذه الأمراض المزمنة حالياً، وذلك بسبب إعادة هيكلة المسح الوطني للمقابلات الصحية (NHIS) في عام 2019.”
“وهذا يعني أنّه لم يعد بإمكاننا تتبع وتحليل الاتجاهات بدقة للأمراض المزمنة بين اليافعيون للفترة ما بعد هذا التاريخ” وأضافت ” نحن بحاجة لطرق مبتكرة وجديدة لنستمر بمراقبة صحة اليافعين في مجتمعنا إن رغبنا بمواصلة دراستها”.
شارك في تأليف الدراسة الدكتور نيراج شارما من مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن وكلية الطب بجامعة هارفارد.
هذا وقد حظيت هذه الدراسة بدعم جزئي من المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى (NIDDK) بموجب المنحة (K01DK116932).
3 أبريل 2025