الإجهاد الذهني: كيف تؤثر المهام اليومية في صحتنا النفسية؟

7 فبراير 2024

هل تشعر أحيانًا بالإجهاد والإرهاق الجسدي والنفسي وكأنك مستنزفٌ تماماً، رغم أنك لم تتعب جسدياً، أو تقم بأي جهد بدني؟ هذا قد يكون بسبب الجهد الذهني الذي تبذله في حياتك اليومية!

ماذا تعرف عن الجهد الذهني؟ 

الجهد الذهني أو العقلي (Mental load) هو كافة المهام والمسؤوليات التي تتطلب منك التفكير، والتخطيط، والتنظيم، والاهتمام. قد تبدو بسيطة مثل تذكر قائمة التسوق، أو مواعيد الأطفال، أو احتياجات شريك حياتك العاطفية، ولكن عندما تتكدس هذه المهام في ذهنك، فإنها تزيد من الضغط والقلق، وتؤثر في صحتك الجسدية والنفسية معاً، وتتسبب بإجهادك الذهني واستنزاف طاقتك.

عادة ما يرتبط الإجهاد بإدارة الأسرة والمنزل، وهو ما يقع على عاتق الآباء والأمهات الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات أفراد الأسرة، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، كما يمكن أن تضيف الضغوطات النفسية في العمل أو الوظيفة المزيد من الجهد الذهني على كاهلك.

الجهد العاطفي: عبء إضافي!

يتضمن الجهد الذهني مجهوداتك العاطفية أيضاً، أي التعامل مع مشاعر وتجارب الآخرين، ودعمهم وتوجيههم، وهذا يزيد إجهادك أيضاً دون أن تعلم.

على سبيل المثال، هناك الكثير من المسؤوليات العاطفية من الأهالي اتجاه الأطفال، سواء كان طفلك لم يتأهل إلى فريق كرة القدم الذي يرغب به، أو يشعر بالضغط بسبب الواجبات المدرسية، أو لديه مشاكله الخاصة مع أصدقائه، فقد يحتاج إلى الدعم والنصيحة، وأنت هنا عليك أن تتحمل مسؤولية ذلك إلى جانب أعبائك اليومية.

أشكال الجهد الذهني

يشير خبراء جامعة ملبورن أن الجهد الذهني يمكن أن يكون بـ 3 أشكال:

  1. غير مرئي، وهو التفكير الداخلي بالأعباء، والذي يترتب عليه زيادة بذل المجهود الجسدي.
  2. بدون حدود، حين تفكر بأعبائك في كل الأوقات، سواء في العمل، وأثناء وقت الفراغ، وحتى النوم.
  3. لا ينتهي أبداً، والذي يرتبط عادة بالرعاية المستمرة للأحباء والعائلة، مثل رعاية الأطفال على مدار الساعة.

أضرار الإجهاد على المستوى الصحي والاجتماعي

عندما يصبح العبء الذهني ثقيلاً ومرهقًا، تصاب بالإرهاق والإجهاد، وتتأثر صحتك البدنية، والنفسية، والعاطفية، حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، وهذا يؤثر في جودة النوم، والصحة العامة، وقد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

كما يمكن أن يؤثر العبء النفسي أيضاً على العلاقات في البيت، أو في العمل، فهو يقلل من الثقة بالنفس، والرضا عن الحياة والشريك، ويمكن أن يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، والانخفاض في الأداء والإنتاجية.

كيف أتعامل مع الإجهاد؟

لا يمكن التخلص من الجهد الذهني نهائيًا، فهو جزء لا يتجزأ من حياتنا، خاصة إذا كنت والداً/ة أو مسؤولًا عن آخرين، ولكن قد تساعد هذه النصائح الخمسة في تخفيف الحِمل عليك:

  1. التحدث مع شريكك: قد لا يكون زوجك/زوجتك على علم بكل ما تقوم به من مهام، لذا ابحثا معاً عن وقت مشترك أسبوعياً، لمشاركة ما تشعر به، وكل ما تمر به، وخططا معاً لمراجعة المهام المتوقعة في الأسبوع القادم، وتعيين مسؤول خاص لكل مهمة، ولكن لا تنسَ أنك قد تضطر للمرور بمهام غير متوقعة، خاصةً إذا كان لديكما أطفال.

  1. إنشاء قائمة يومية أو أسبوعية بالأولويات: قم بترتيب مهامك على ورقة أو مفكرة إلكترونية، ووزّعها على قائمتين، واحدة للأولويات التي يجب القيام بها على الفور، وأخرى للمهام العامة، التي لا تحتاج إلى التعامل معها فوراً. بهذه الطريقة، لن تنسى المهام المطلوبة منك، ولن تستهلك مساحة غير ضرورية في عقلك.

  1. توزيع المهام والمسؤوليات مع الآخرين: اجعل شريكك أو أحد أفراد العائلة يُساعدك في المهام التي تتولّاها، أو استأجر أحدهم للمساعدة، ولا تحاول أن تعقّد الأمور، وثق بأن العمل سيتم إنجازه، حتى لو لم يكن بالطريقة التي تفعلها.

  1. وضع الحدود: يجب أن تضع حدوداً لنفسك لتخفيف العبء عليك، على سبيل المثال يمكنك الموافقة على بعض المهام التي تناسبك، أو رفض بعضها الآخر إن كنت لا تستطيع، ولا تخجل من قول ذلك أبداً، خاصةً للأطفال الأكبر سناً، فعليك أن تعلّمهم المسؤولية عن النفس؛ من تجهيز حقائبهم المدرسية لوحدهم، والمشاركة في الأعمال المنزلية وما إلى ذلك.

  1. الاهتمام بنفسك: أفضل طريقة لتقليل التوتر في حياتك هو أن تهتم بنفسك، بأن تحصل على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة التي تحبها، حتى ولو لفترات قصيرة، وربما يمكنك ممارسة التأمل أو اليوغا أو أي هواية أخرى تحبها.

7 فبراير 2024