التعامل مع إدمان المراهقين على التكنولوجيا: نصيحة الخبراء

7 فبراير 2024

كيف نحقّق التوازن بين المزايا والسلبيات المحتملة للتكنولوجيا؟ ما مقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه الطفل أمام الشاشة؟ كيف نفرق بين العادات الرقمية الصحية والإدمان على ألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي؟ تظل هذه الأسئلة عالقة في أذهان الآباء الذين يسعون للحصول على إرشادات حول تكوين علاقة صحية بين أبنائهم المراهقين والعالم الرقمي. 

بينما نتعمق أكثر في الأفكار التي شاركها الطبيب النفسي بجامعة كاليفورنيا، الدكتور تيموثي فونج، دعونا نستكشف أساليب إبداعية واستباقية لتمكين الآباء حول استخدام أبنائهم للتكنولوجيا في سن المراهقة.

1- كن هادئًا ولا داعي للذعر!

ينصح الدكتور فونغ بعدم الذعر واتخاذ إجراءات متهورة عند التعامل مع إدمان المراهقين للتكنولوجيا. وبدلا من ذلك، يؤكد على أهمية الحفاظ على الهدوء، وطلب المساعدة من المختصّين، وتعزيز التواصل المفتوح والصادق مع ابنك المراهق. شجعه على مشاركة تجاربه، ومخاوفه، ومشاعره حول استخدام التكنولوجيا، فالتصرّف الاندفاعي ورد الفعل العاطفي من خلال الصراخ والانتقاد لا يمكن إلا أن يخلق مسافة بينك وبين ابنك، وهذا يُفاقِم المشكلة.

2- اطلب مساعدة المختصّين

بالنسبة لاختصاص الطبيب الذي ينبغي استشارته بمخاوفك حول سلوك طفلك المراهق، ينصح الدكتور فونغ بالبدء باستشارة طبيب الأسرة الذي تتعامل معه العائلة. لتتمكن من التعبير عن مخاوفك، وتحصل على مشورة وتوجيه مدروس.

3- افهم تأثير التكنولوجيا

التكنولوجيا سلاحٌ ذو حدّين؛ يسلط الدكتور فونغ الضوء على التأثير الكبير للتكنولوجيا على الإدمان، ويشير على وجه التحديد إلى خطورة الهواتف المحمولة في أنّها تمكن من الوصول إلى عوالم خطرة بسهولة مثل: ألعاب المقامرة ومروجي المخدرات الأمور التي زادت نسبة الإدمان في المجتمع. فضلاً عن أنّ التكنولوجيا بحد ذاتها يمكن أن تصبح إدمانًا، حيث تؤدي أنشطة مثل الألعاب والتصفّح المستمر إلى إطلاق الدوبامين (الناقل العصبي الذي يساعد على الشعور بالسعادة)، ويمكن أن تؤدي إلى سلوك إدماني.

مع ذلك، يعترف الدكتور فونغ بالدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في معالجة الإدمان، وتوفير فرص الاتصال، والرعاية الصحية عن بعد، والوصول إلى المعلومات الدقيقة.

4- راقب سلوك طفلك

يوصي الدكتور فونغ بالجلوس مع طفلك وفهم وجهة نظره وتقييم ما إذا كانت لعبة الفيديو تؤثر سلبًا على نوعية حياته. إذا نشأت عواقب ضارة من اللعب المستمر في ألعاب الفيديو، فقد تحتاج إلى التدخل في هذه المرحلة.

المخاوف بشأن إدمان ألعاب الفيديو ليست بلا أساس؛ فاضطراب الألعاب عبر الإنترنت هو حالة نفسية تؤثر في 2-5% من لاعبيها، وقد تم تحديدها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، حتى أنّ إدمانها في بعض الحالات، يمكن أن يشير إلى مشكلات أساسية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو الاكتئاب أو الصدمات التي لم تتم معالجتها.

5- قائمة الدوبامين الصحية: وازن بين التكنولوجيا والرفاهية

لتحقيق التوازن بين استخدام التكنولوجيا والرفاهية الشاملة لابنك المراهق، يوصي الدكتور فونغ بتنمية سلوكيات صحية سمّاها ب “قائمة الدوبامين الصحية”. ويرى أنّ التركيز على اتباع أسلوب حياة متوازن وتوفير بدائل تثري حياة المراهقين خارج المجال الرقمي يمكن أن يخفف من المخاوف بشأن وقت استخدام الشاشة.

يشمل ذلك:

  1. دمج النشاط البدني في الروتين اليومي، بما فيها الألعاب الرياضية أو الأنشطة الخارجية أو حتى التمارين البسيطة.
  2. الحصول على النوم الكافي والمريح، وخلق بيئة نوم جيّدة.
  3. تعزيز العلاقات الاجتماعية الواقعية، وتشجيع المراهقين على قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.
  4. تطوير المهارات في الأنشطة الممتعة، والتي تجلب السعادة والإنجاز.

خاتمة

يتطلب فهم ومعالجة استخدام المراهقين للتكنولوجيا وإدمانها المحتمل اتباع نهج متوازن ومستنير. ومن خلال اتباع نصيحة الخبراء، يمكن للوالدين التعامل مع هذه المخاوف بفعالية وتكوين علاقة صحية مع التكنولوجيا لدى أبنائهم المراهقين. فقط تذكر أنّ كل مراهق هو شخصية فريدة من نوعها، وما يناسب أحدهم قد لا يناسب الآخر. كن مرنًا ومستعدًا لتعديل أسلوبك بناءً على احتياجات ابنك المراهق وظروفه.

7 فبراير 2024