في عصر الأغذية العضوية والعودة إلى الطبيعة، ينجذب الكثيرون إلى فكرة اختيار الحليب الطازج (غير المبستر) معتقدين أنه أكثر طبيعية وصحة. لكن هل يعتبر الحليب الطازج حقًا خيارًا أفضل للصحة؟ تستعرض هذه المقالة كلا جانبي نقاش، مما يتيح لك اتخاذ قرار مستنير يناسبك.
الحليب الطازج: صديق أم عدو؟
يشير الحليب الطازج (غير المبستر) إلى الحليب الذي لم يخضع للبسترة، وهي عملية تسخين الحليب لدرجات عالية مساعدةً في القضاء على البكتيريا الضارة والميكروبات الأخرى.
وبينما يعتقد البعض أن هذه العملية تقلل من القيمة الغذائية للحليب، يرى مسؤولو الصحة العامة، بما فيها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، أنها ضرورية جداً خوفاً من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة نتيجة استهلاك الحليب غير المبستر من المزارع مباشرةً.
مخاطر تلوّث الحليب الطازج
يمكن أن يتلوث الحليب الطازج بأنواع مختلفة من البكتيريا، مثل السالمونيلا، وإي كولاي (E. coli)، والليستيريا، والبروسيلا وغيرها، والذي قد يحدث في مراحل مختلفة: مباشرة من الحيوان، أو أثناء الحلب، أو التعبئة، أو التخزين، حيث يعتبر الحليب بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، لذلك تتطلب كل خطوة في التعامل معه أعلى درجات النظافة والصرامة.
يرتبط الحليب الطازج الملوّث بالعديد من الأمراض الخطيرة، خاصة عند الأطفال الصغار، والنساء الحوامل، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والتي تشمل: مرض السل، والدفتيريا، ومتلازمة غيلان باريه، وداء الليستيريا، والتيفوئيد وغيرها الكثير.
وسلّطت مراكز CDC الضوء على هذه المخاطر، وأوضحت أن سوء التعامل مع الحليب يؤدي إلى زيادة كبيرة في حالات الدخول إلى المستشفيات مقارنة بالأمراض الأخرى المنقولة عن طريق الأغذية بنسبة تصل إلى 3 أضعاف!
النظرة المعارضة
في الجهة المقابلة، يؤكد مؤيدو الحليب الطازج على أن الاحتياطات التي يتخذها مزارعو الألبان في الوقت الحديث، بما في ذلك فحوصات الحيوانات المنتظمة، وممارسات الحلب الصحية، وفحص البكتيريا الدوري، ساهمت في إنتاجات صحية وغير ملوثة.
ومع ذلك، يُصرُّ مركز CDC على أن الفحص لا يكشف دائمًا عن أعداد البكتيريا القليلة، والتي يمكن أن تسبب المرض أيضًا. كما أن هناك حالات عديدة وثقت إصابة أشخاص بأمراض خطيرة حتى بعد شرب حليب طازج من مصادر يُفترض أنها مراقبة جيدًا.
مسموح أم ممنوع؟
في الولايات المتحدة الأمريكية، يختلف قانون بيع وتداول الحليب غير المبستر حسب الولاية، ففي حين تحظر مؤسسة الغذاء والدواء (FDA) تداول الحليب الطازج بين الولايات، تتيح بعض الولايات بيعه ضمن حدودها وفقًا لقوانين محلية صارمة.
التفكير في البدائل: الحليب النباتي!
في النهاية، استعرضنا أمامك كلا جانبي النقاش، والخيار لك فيما تراه مناسباً.
وإذا أردت نصيحتنا، فنحن نشجع على التحول عن حليب البقر، واستكشاف منتجات الحليب النباتية المتنوّعة، والتي توفر خيارًا أكثر أماناً.
21 مارس 2024