الضغط النفسي وأثره على تعافي مرضى السكتة الدماغية: دراسة جديدة تكشف العلاقة

18 يناير 2024

دراسة جديدة كشفت أنّ الضغط النفسي يؤثر في القدرة على التعافي بعد السكتة الدماغية!

التعافي بعد السكتة الدماغية

بعض الأشخاص يتعافون جيدًا بعد الإصابة بسكتة دماغية، بينما يجد آخرون صعوبة في ذلك. لذا، من الضروري فهم العوامل المؤثرة في ذلك.

هناك عوامل متعددة تؤثر في مدة ومقدار التعافي بعد السكتة الدماغية، بما في ذلك العوامل النفسية والعاطفية، لكن حتى الآن، كان هناك قليل من البحوث حول العلاقة بينهما إلى أن نُشرت دراسة كبيرة حديثاً درست العلاقة.

دراسة جديدة تسلط الضوء

نُشرت دراسة بارزة في مجلة “Stroke” حديثاً في شهر نوفمبر عام 2023، تضمنت 763 مريضاً من 28 مركزاً مختلفاً لعلاج السكتة الدماغية في الولايات المتحدة الأمريكية، سلطت الضوء على نوعين من الضغوط النفسية، وأثرها في التعافي بعد السكتة:

  1. ضغوطات الحياة السابقة: والتي تتضمن الإرهاق النفسي المزمن أو الأحداث الصادمة التي واجهها الشخص في الماضي.
  2. الضغط النفسي المباشر بعد السكتة: يعني الضغط الذي يتعرض له الأشخاص في فترة ما بعد السكتة الدماغية.

تحليل نتائج الدراسة: الصلة بين الضغوطات النفسية والتعافي

تشير نتائج الدراسة أنّ تاريخ الشخص مع الصدمات النفسية، حتى من الطفولة، مرتبط بضغوط نفسية أكبر بعد السكتة الدماغية، وهذا ما قد يكون له دور حاسم في مسار التعافي.

والضغط النفسي الشديد مباشرة بعد السكتة كان مرتبطًا بضعف استعادة المهارات الحركية والإدراكية خلال الثلاثة أشهر والاثني عشر شهرًا من فترة التعافي، ويمكن أن يعزى جزء من السبب إلى أنّ هؤلاء الأشخاص غير قادرين على التركيز على تعافيهم، وقد يرفضون الخضوع لإعادة التأهيل، أو حتى يصابوا بالاكتئاب.

يقول الدكتور ستيفن كريمر أحد مؤلفي الدراسة، وطبيب أعصاب حاصل على جائزة أفضل طبيب-عالم في مجال إعادة التأهيل العصبي لعام 2023 من الجمعية الأمريكية لإعادة التأهيل العصبي، تفسيراً لذلك: “الأشخاص الذين تعرضوا لضغوط نفسية كبيرة في حياتهم قد طوّروا نموذجًا داخليًا مختلفًا عن كيفية تفكيرهم في أنفسهم والعالم. إذا أصيبوا بسكتة دماغية، قد يقولون لأنفسهم “لا أستطيع التعامل مع هذا”، أو قد يقلقون بشكل مستمر.”

ضغوط أقل: نتائج أفضل

تُبرز الدراسة الدور المهم لإدارة الضغوط النفسية كجزء لا يتجزأ من عملية التعافي من السكتة الدماغية، مشيرةً إلى أهمية قياس ومعالجة الضغوط النفسية السابقة والجديدة عند دخول المريض المستشفى.

في هذا السياق، ينصح الدكتور كرامر بضرورة اعتماد استراتيجيات علاجية، تشمل العلاج النفسي والدوائي للتعامل مع الضغوط النفسية، حيث يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تحسين كبير في نوعية الحياة لمرضى السكتة الدماغية أثناء تعافيهم.

على الرغم من أنّ حجم الدراسة كبير، لكن ما زال الأمر يحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة.

18 يناير 2024