وجد الباحثون أن استخدام العلاج المناعي في المرحلة الثانية من التجارب السريرية العشوائية قبل الاستئصال الجراحي للمرحلة الثالثة والرابعة من سرطان الجلد زاد بشكل كبير من البقاء على قيد الحياة، ولم يكن له آثار جانبية أكثر من العلاج العادي الذي يتضمن استخدام العلاج المناعي بعد الجراحة فقط.
تم نشر نتائج الدراسة، والتي أشرفت عليها مجموعة تضم باحثين من مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان (UCLA Jonsson Comprehensive Cancer Center)، في مجلة نيو إنجلاند الطبية في 2 مارس 2023.
قال الدكتور أنتوني ريباس (Antoni Ribas) مدير برنامج مناعة الأورام في مركز جامعة كاليفورنيا الشامل للسرطان وناشر الدراسة: “هذه هي التجربة السريرية الأولى التي تثبت أن العلاج المساعد المناعي الجديد الذي تم تقديمه قبل الجراحة يتفوق على نفس العلاج المقدم بعد الجراحة، وهذا لأنه من الأفضل تحفيز الجهاز المناعي داخل السرطان قبل إزالته بالجراحة”.
صمم الباحثون في الدراسة نظام العلاج حول طريقة عمل دواء بيمبروليزوماب (pembrolizumab) المستخدم في هذه الدراسة والأدوية المماثلة له، وتسمى هذه الأدوية بمثبطات نقاط التفتيش المناعية، ويصنف دواء بيمبروليزوماب كمثبط PD-1؛ إذ يمنع نقاط التفتيش المناعية التي تثبط استجابة الجهاز المناعي للسرطان،
يحفز النظام العلاجي الذي صممه الباحثون الاستجابة المناعية المضادة للأورام، والتي يشار إليها غالبًا باسم “إزالة المكابح من جهاز المناعة”، مما يمكّن الخلايا المناعية الموجودة في موقع الورم من التكاثر ومهاجمة الخلايا السرطانية في ذلك المكان أو في أي مكان آخر في الجسم.
قال ريباس الذي شغل منصب رئيس لجنة سرطان الجلد في شبكة أبحاث السرطان SWOG في الوقت الذي تم فيه تطوير الدراسة وإطلاقها: “بناءً على هذه المعرفة فإن إزالة غالبية الورم، جنبًا إلى جنب مع الخلايا المناعية المخترقة للورم الموجودة في العينة الجراحية، من المرجح أن يزيل بعض أو حتى معظم الخلايا المناعية المحتملة للورم التي قد تتكاثر بعد استخدام مثبطات PD-1، وفرضيتنا التي تدعمها هذه التجربة، هي أن بدء العلاج بمثبطات PD-1 قبل الجراحة يمكن أن ينشط المزيد من الخلايا المناعية المضادة للأورام ويحسن النتائج السريرية مقارنة مع استخدام هذه المثبطات بعد الجراحة”.
تقول الناشرة الأولى للدراسة الدكتور سابنا باتيل (Sapna Patel)، ورئيس الحالي للجنة سرطان الجلد في شبكة أبحاث السرطان SWOG: “لا يتعلق الأمر بنوع العلاج المقدم فحسب، بل موعد تقديم العلاج مهم أيضًا”، وباتيل تشغل أيضًا منصب أستاذ مشارك في طب الأورام الميلانينية في مركز إم دي أندرسون (MD Anderson) للسرطان بجامعة تكساس.
تم اختيار المرضى الذين يعانون من الورم الميلانيني من المرحلة IIIB-IVC الذي يمكن إزالته جراحيًا ويمكن اكتشافه سريريًا، حيث كان حجم الورم كبيرًا بشكل قابل للقياس للمشاركة في الدراسة، وتم تقسيم المرضى بشكل عشوائي إلى مجموعتين، أحدهما تتكون من 159 مريضًا، وخضع أفرادها للجراحة أولًا، ثم أخذوا حقن بيمبروليزوماب بمعدل مرة كل ثلاثة أسابيع ليصبح بمجموع 18 حقنة، في حين تلقى أفراد المجموعة الثانية البالغ عدد أفرادها 154 ثلاث دفعات من بيمبروليزوماب قبل الجراحة، وأخذوا 15 حقنة بعد الجراحة، وبذلك فإن كلا المجموعتين تلقتا 18 حقنة من نفس الدواء، ولكن الاختلاف كان في التوقيت فقط.
وجد الباحثون أنه في غضون عامين كان 72٪ من المرضى في المجموعة التي أخذت الدواء قبل وبعد الجراحة كانت أفضل من حيث عدم القدرة على الخضوع لعملية جراحية، أو تكرار الورم الميلانيني أو الوفاة، بالمقارنة بـ 49٪ من المرضى في المجموعة التي أخذت الدواء بعد الجراحة فقط.
وفقًا للمؤلف المشارك الدكتور بارتوش شميلوفسكي (Bartosz Chmielowski)، وأستاذ الطب السريري في قسم أمراض الدم والأورام بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، فإن نتائج الدراسة قد تغير طريقة علاج سرطان الجلد عالي الخطورة.
قال شميلوفسكي: “تسلط الدراسة الضوء على أن توقيت إعطاء مثبط نقطة التفتيش المناعية بالنسبة للجراحة يمكن أن يكون له تأثير كبير على نتائج المرضى، وعلى الرغم من إعطاء نفس العلاج للمجموعتين، تظهر النتائج فائدة كبيرة عند بدء العلاج المناعي قبل الجراحة لتوليد استجابة مناعية بينما يظل الجزء الأكبر من السرطان والخلايا المناعية المضادة للورم سليمة”.
دعم المعهد الوطني للسرطان ومول الدراسة المعروفة باسم S1801، والتي أدارتها شبكة أبحاث السرطان SWOG ونفذتها شبكة التجارب السريرية الوطنية، وكان الباحث الرئيسي في الدراسة هو الدكتور شميلوفسكي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
10 أبريل 2023