هل تفكرين في تبني قطة جديدة؟ لا بد أنك سمعتِ تحذيرات عديدة حول خطر الإصابة بداء المقوسات من القطط، خاصةً أثناء الحمل. لكن لا تقلقي، نحن هنا لنوضح الأمور، ونفصل الحقيقة عن الخرافة!
ما هو داء المقوسات؟
داء المقوسات أو داء القطط أو التوكسوبلازما (Toxoplasmosis) هي عدوى طفيلية تُسببها طفيليات وحيدة الخلية تُدعى “Toxoplasma gondii”، وتنتشر حول العالم. في الأشخاص الأصحاء، يمنع جهاز المناعة هذا الطفيلي من التسبب بالمرض أو حتى ظهور أي أعراض، ومع ذلك، عندما تظهر الأعراض، فإنها تكون خفيفة، وتشمل تورم الغدد اللمفاوية، وارتفاع حرارة الجسم، وطفحاً جلدياً، وآلاماً عضلية.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بداء المقوسات؟
تصبح العدوى أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، حيث يمكن أن تسبب أمراض العين التي قد تؤثر في الرؤية، والتهابات الرئة التي تسبب مشاكل تنفسية حادة، والتهاب الدماغ الذي قد يسبب تشوش التفكير، والارتباك، وضعف العضلات، وعدم التوازن، والنوبات التشنجية أيضاً.
كيف ينتقل داء المقوسات؟
المصدر الرئيسي للعدوى هو تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً، والملوثة بالطفيليات، مثل لحم الضأن، والغزال، والمحار، وبلح البحر، والبطلينوس وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تلتقطي العدوى في حال عدم غسل اليدين بالشكل الصحيح بعد التعامل مع اللحوم النيئة، أو عند استخدام الأدوات الملوثة أثناء تحضير الطعام، أو شرب المياه أو السوائل الملوثة.
هل تنقل القطط داء المقوسات؟
نعم، لكن الاحتمال ضئيل نوعاً ما خاصةً مع اتباع إجراءات الوقاية البسيطة، فلا تنتقل العدوى بمجرد وجود قطة في المنزل، بل يجب أن تكون مصابة بالطفيلي أولاً. وعندما تصاب القطة، فإنها تتخلص من بيوض الطفيلي في برازها لمدة 10 أيام تقريبًا بعد التعرض الأولي للعدوى، وهذه هي الفترة ذات أعلى خطر للإصابة، ولكن بعد ذلك، يقل احتمال انتقال العدوى بشكل كبير.
في هذه الحالة، ينتقل داء المقوسات من القطة إلى البشر عن طريق ابتلاع براز قطة مصابة، ويمكن أن يحدث ذلك على سبيل المثال إذا لم تغسلي يديك جيدًا بعد تنظيف صندوق الفضلات، أو لامست شيئًا ملوثًا ببراز قطة مصابة، بينما لا يمكن أن ينتقل إليكِ عن طريق لمس القطة نفسها فقط.
ما هو خطر داء المقوسات على الحمل؟
إذا كنتِ حاملًا، فقد تكونين قلقة بشأن تأثير داء المقوسات على جنينك. هناك بالفعل خطر ضئيل لدى النساء الحوامل المصابات بنقل الطفيلي إلى الجنين، وقد يسبب هذا عيوب خلقية للطفل، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض في حالات نادرة.
بشكل عام، إذا أصبتِ بداء المقوسات في وقت مبكر من الحمل، يقل احتمال انتقال العدوى إلى جنينك، ولكن إذا انتقلت العدوى له بالفعل في ذلك الوقت، فقد تكون المشاكل أكثر خطورة عليه.
كيف تحمين نفسك من داء المقوسات عند تبني قطة جديدة؟
يمكن أن يكشف تحليل دم بسيط عما إذا كانت القطة تمتلك أجسامًا مضادة للطفيلي، حيث تشير المستويات المرتفعة جدًا من الأجسام المضادة إلى عدوى نشطة، وتُعالج عادةً بسهولة باستخدام مضاد حيوي مناسب.
إذا كنتِ قلقة بشأن احتمال إصابتكِ بالعدوى، يمكنك إجراء فحص الدم لكِ ولزوجك أيضاً؛ لاكتشاف ما إن لديكما الأجسام المضادة، وتحتاجين إلى علاج باستخدام الأدوية المضادة للطفيليات، أو اتخاذ أي إجراءات مسبقة لحماية الجنين في المستقبل.
17 أبريل 2024
