المشروبات منزوعة الكافيين: هل هي البديل الآمن؟

23 أبريل 2024

يُقبل الكثير من الناس على استهلاك المشروبات منزوعة الكافيين لأسباب صحية أو شخصية، والاستمتاع بمذاقها دون خوف من إدمان الكافيين وتأثيره على النوم أو الصحة.

ولكن يُطرح تساؤلاً هاماً حول سلامة هذه المشروبات، خاصةً مع انتشار بعض المخاوف بشأن عملية إزالة الكافيين، وتأثيرها في الصحة.

ما هو الكافيين؟ وما هي مصادره؟

الكافيين هو مركب عضوي يتواجد بشكل طبيعي في أكثر من 60 نبتة، ويُعدّ من أكثر المنبهات التي يتم استهلاكها على نطاق واسع حول العالم، وهو موجود في العديد من المشروبات والأطعمة اليومية.

مصادر الكافيين الطبيعية تشمل:

  1. حبوب البن: يُعدّ المصدر الأكثر شهرة للكافيين، وهو المكون الأساسي للقهوة التي تُعد المشروب الأكثر شعبية حول العالم.
  2. أوراق الشاي: يتوفر بأنواع مختلفة، وكل منها له نسبة كافيين مختلفة عن الأخرى.
  3. نبات الكولا: يُستخدم بشكل رئيسي في بعض المشروبات الغازية.
  4. الكاكاو: وهو مصدر الكافيين الرئيسي في مختلف أنواع الشوكولاتة.
  5. المتة والغوارانا: تحظى هذه النباتات التي تنشأ في أمريكا الجنوبية بشعبية متزايدة حالياً.

بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الكافيين أيضًا في شكله الصناعي في بعض مشروبات الطاقة، وكذلك يُضاف إلى بعض الأطعمة والأدوية.

ما هو تأثير الكافيين في الجسم؟

يُصنف الكافيين من ضمن الأدوية المنبهة؛ بسبب تأثيره المحفّز على الجهاز العصبي المركزي، والذي يمنح الجسم دفعة من الطاقة، واليقظة، وتحسين المزاج. ومع ذلك، فإن هناك جوانب سلبية لاستهلاك الكافيين، ومنها:

  1. رفع ضغط الدم.
  2. زيادة ضربات القلب.
  3. التأثير على النوم.
  4. مدر للبول.
  5. تحفيز حركة الأمعاء (الإسهال).
  6. زيادة حموضة المعدة.
  7. التأثير على كيفية استخدام الجسم للجلوكوز.

تزداد هذه الآثار الجانبية مع التقدم في العمر؛ حيث تتباطأ عمليات معالجة الكافيين في الجسم، مما يعني أن كبار السن قد يعانون من اضطرابات النوم حتى عند شرب كميات قليلة منه.

كيف تتم عملية إزالة الكافيين؟

الكافيين هي مادة قابلة للذوبان بشكل كبير في الماء الدافئ، مما يسهّل استخلاصه من مصادره الطبيعية لعمل المنتجات الخالية من الكافيين، وهناك طريقتان رئيسيتان لإزالة الكافيين:

  1. المذيبات الكيميائية: تعتمد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا على استخدام مذيبات كيميائية، مثل إيثيل أسيتات أو ميثيلين كلوريد، لاستخلاص الكافيين من البن والشاي وغيرها من المصادر. بعد ذلك، تخضع هذه المذيبات لعملية غسل أو تبخير للتخلص من أي أثر لها في المنتج.

  1. ثاني أكسيد الكربون: تستخدم هذه الطريقة ثاني أكسيد الكربون ومرشحات الكربون النشط لعزل الكافيين عن البن والشاي، وتعد أكثر تكلفةً قليلًا، وأقل انتشاراً من سابقتها.

هل يوجد أضرار محتملة للمشروبات منزوعة الكافيين؟

تُعد المشروبات منزوعة الكافيين آمنة، وخياراً صحياً لأولئك الذين يرغبون بالاستمتاع بمذاق القهوة والشاي وفوائدهما مع الحد من الكافيين في ذات الوقت، لكن هناك بعض الأمور التي يجب وضعها بالحسبان:

  1. آثار المذيبات الكيميائية: قد تحتوي المنتجات منزوعة الكافيين على آثار ضئيلة جداً من المذيبات الكيميائية المستخدمة في عملية إزالة الكافيين، مع ذلك، قد لا يكون ذلك مصدر قلق، لأن المذيبات المستخدمة تتبخر عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا (أقل من 125 درجة مئوية)، بينما تصل درجة تحميص البن على سبيل المثال إلى 400 درجة مئوية، وتخمير الشاي الأسود إلى 160 درجة مئوية، وهي درجات حرارة أعلى بكثير من اللازمة للتخلص التام من هذه المذيبات.

  1. كمية قليلة من الكافيين المتبقي: حتى بعد إزالة الكافيين، فقد يتبقى القليل منه بالمنتج النهائي، لكنها غير كافية للتسبب في أي تأثيرات سلبية. كمية الكافيين المتبقية تختلف باختلاف المنتج، وتتراوح حسب الدراسات بين 2% إلى 10% تقريبًا.

الحل؟

إذا ما زلت قلقًا بشأن وجود آثار المذيبات الكيميائية في المنتجات منزوعة الكافيين، فابحث عن المنتجات التي تستخدم طريقة ثاني أكسيد الكربون لإزالة الكافيين، والتي تتوفر فيها مجموعة متنوعة من النكهات العشبية الرائعة، والفوائد الصحية العديدة.

23 أبريل 2024