75% من النساء يعانين من الهبات الساخنة بعد انقطاع الطمث، ما يجعلها عرض انقطاع الطمث الأكثر شيوعاً.
ما هي الهبات الساخنة؟
الهبات الساخنة أكثر أعراض انقطاع الطمث شيوعًا لدى النساء، وتتميز بإحساس مفاجئ بالدفء الشديد في الجسم، مع تركّز الحرارة في الصدر والرقبة والوجه، وغالبًا ما يكون مصحوبًا باحمرار الوجه، والتعرق الغزير، وسرعة ضربات القلب، والقلق. قد تحدث الهبات في الليل، مما يسبب التعرق الليلي ومشاكل النوم.
متى تبدأ الهبات الساخنة؟ وما سببها؟
تبدأ الهبات الساخنة عند معظم النساء في الأربعينيات من العمر، إمّا مع الاقتراب من انقطاع الطمث، أو بعد انقطاعه تماماً في أكثر الحالات. السبب الدقيق لحدوث الهبات الساخنة غير مفهوم تماماً، ولكن يُعتَقد أنها تنتج عن التغيرات الهرمونية، وخاصة انخفاض هرمون الإستروجين (الهرمون الأنثوي)، الذي يلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم، لذا عندما تنخفض مستوياته، يصبح الجسم أكثر حساسية حتى للتغيرات الطفيفة في درجات الحرارة.
لتفهم أكثر؛ في الوضع الطبيعي يساهم الإستروجين في انتظام عمل المنطقة المسؤولة عن تنظيم حرارة الجسم في الدماغ، وبالتالي فإنّ نقصه مع انقطاع الطمث قد يخلّ في عملها. وإضافة لذلك يساعد الإستروجين على توسيع الأوعية الدموية في الجسم عند ممارسة الرياضة أو في الجو الحار، مما يسهل التخلص من حرارة الجسم الزائدة، وبالتالي فإنّ نقصه يصعب توسعّها لإطلاق الحرارة الزائدة.
متى تختفي الهبات الساخنة؟
تستمر الهبات الساخنة لمدة 7-10 سنوات بعد انقطاع الطمث ثم تختفي عادة، وقد تستمر الهبات مدى الحياة لدى 10٪ من النساء تقريبًا، مع العلم أنّها لا تحدث لدى جميع النسوة.
كم مرة تحدث الهبات الساخنة في اليوم؟
تختلف شدة الهبات الساخنة وتكرارها بشكل كبير من امرأة لأخرى، فقد تعاني بعض النساء من الهبات الساخنة الخفيفة أو غير المتكررة، في حين تعاني منها أخريات بشكل أكثر شدّة وتكرارًا، بحيث تصل إلى 15-20 هبة ساخنة يوميًا، لدرجة أن تعيق قدرتهنّ على أداء أنشطتهنّ اليوميّة.
كم مدة الهبّة الساخنة؟
يمكن أن تستمر الهبّة الساخنة أقل من دقيقة، أو قد تصل إلى خمس دقائق.
كيف تُعالج الهبات الساخنة؟
علاج الهبات الساخنة ليس ضرورياً للجميع، أقل من 50% من النساء يخضعن لعلاج للهبات الساخنة، فإذا كانت الهبات الساخنة تزعجك للغاية، وتؤثر على قيامك بأنشطتك اليوميّة، يوصى باستشارة الطبيب لمناقشة العلاجات المتاحة للتخفيف من الأعراض. حيث تشمل العلاجات ما يلي:
- العلاج بالهرمونات البديلة: وهو الدواء الأول والأكثر استخداماً لعلاج الهبات الساخنة، يتضمن عادة الاستروجين، والبروجيستيرون في بعض الحالات لتعويض الهرمونات الأنثوية. يُعتبر العلاج بالهرمونات البديلة الخيار الأكثر فاعلية؛ إذ ينجح في علاج الهبات الساخنة لدى 80% من النساء، ولكنّها لا تناسب الجميع، فهي غير مناسبة لمن يعانين من أمراض القلب والشرايين أو لديهنّ خطورة مرتفعة للإصابة بها.
- العلاج غير الهرموني: مثل: بعض مضادات الاكتئاب (SSRI / SNRI)، والجابابنتين (Gabapentin) وهو دواء لعلاج الصرع، لكن وجد أنّها قد تساعد على تخفيف الهبات الساخنة.
- العلاج السلوكي: عن طريق تعلم تقنيات التنفس العميق، والاسترخاء، وجلسات العلاج السلوكي المعرفي للمساعدة على التأقلم نفسياً مع الهبات الساخنة.
في شهر مايو عام 2023 وافقت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء جديد للهبات الساخنة، ما يميزه أنّه غير هرموني ومخصص لعلاج الهبات الساخنة وهو دواء Fezolinetant. مما سيجعله بديلاً مناسباً للعلاج الهرموني لدى النساء اللاتي لديهنّ موانع صحية استخدام العلاج الهرموني.
هل الهبات الساخنة ضارة للصحة؟
الهبات الساخنة عرض طبيعي مصاحب لانقطاع الطمث، يصيب الغالبية العُظمى من النساء، وليس له أي أضرار أو مخاطر صحية، ولكنّه مزعج بطبيعة الحال، ولدى البعض قد يكون مزعجاّ للغاية مما يدفعهنّ لاستشارة الطبيب للحصول على علاج دوائي للسيطرة عليها.
يجدر بالذكر أنّ دراسة نُشرت في مايو 2023 تشير إلى أنّ النساء اللاتي حدث لديهن عرض الهبات الساخنة قد يكن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين. ودراسات أخرى عن احتمالية أعلى للإصابة بهشاشة العظام والخرف مقارنة بمن لم تتعرض للهبات الساخنة. ومع ذلك، من المهم فهم أنّ هذه دراسات فحسب تحتاج المزيد من الأبحاث ووجود علاقة لا يعني السببية.
22 نوفمبر 2023