الوضعية الصحيحة للجسم: أكثر من مجرد مظهر!

8 يوليو 2024

قد تكون ملاحظات والديك المستمرة حول ضرورة الوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم مزعجة في وقتها، لكن اتضح أنهما كانا يقدمان لك نصيحة ذهبية! فالحفاظ على وضعية صحيحة للجسم ليس مجرد مسألة مظهر خارجي أنيق فقط، بل هو عامل رئيسي في صحة جسدك وعافيتك بشكل عام.

كيف تكون وضعية الجسم الصحيحة؟

لا تعني وضعية الجسم الصحيحة أن يكون ظهرك مشدودًا بشكل مستقيم تمامًا كاللوح، لأن العمود الفقري فيه انحناءات طبيعية. بدلاً من ذلك، تخيل جسمك في وضعيته الطبيعية المتوازنة:

  1. الرأس مرفوع للأمام: ارفع رأسك قليلاً، واجعل مستوى نظرك للأمام.
  2. الكتفان للخلف ومسترخيتان: تجنب تقويس كتفيك للأسفل أو الأمام.
  3. العمود الفقري في محاذاة سليمة: حافظ على الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري في منطقة الرقبة ومنتصف وأسفل الظهر.
  4. منطقة الحوض مرتفعة أو في مستوى أعلى قليلاً من الركبتين.
  5. القدمان مسطحتان على الأرض: وزّع وزنك بشكل متساوِ على باطن قدميك الاثنتين بالكامل.

أضرار الوضعية السيئة على صحتك

الجلوس أو الوقوف بشكل منحني لا يؤثر فقط على جاذبية مظهرك، بل له تأثيرات صحية غير متوقعة على المدى الطويل، منها:

  1. مشاكل هضمية: تسبب الوضعية المنحنية للجسم إلى إبطاء عملية الهضم، مما يجعل الطعام ينتقل ببطء، ويُهضم بشكل أقل فعالية. كما أنها تضغط على البطن، مما يمكن أن يسبب حرقة المعدة وارتجاع المريء.
  2. سلس البول: الانحناء يزيد من الضغط على المثانة، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاكل سلس البول، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون ضعفًا في عضلات قاع الحوض.
  3. آلام المفاصل والعضلات: يؤثر اتخاذ وضعية سيئة على توزع الضغط على المفاصل والعضلات، مما يجعلك أكثر عرضة للألم في أسفل الظهر والوركين والركبتين والرقبة والعضلات المرتبطة بها.
  4. تآكل العمود الفقري: مع مرور الوقت، يؤدي التقوس إلى زيادة الضغط على الفقرات، وهذا يضعفها ويجعلها هشة، وأكثر عرضة للإصابة.
  5. صعوبة التنفس: يحدّ الانحناء من قدرة الرئتين على التوسع الكامل، مما يقلل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم، ويسبب صعوبة في التنفس.

فوائد الوضعية الصحيحة للجسم

الوضعية الجيدة لا تعني فقط الوقوف أو الجلوس بشكل مستقيم، بل تشمل أيضاً كيفية حمل ونقل جسمك أثناء الحركة. وهذا ما يُعرف بــــ:

  1. الوضعية الثابتة: وهي كيفية محاذاة عمودك الفقري بشكل مستقيم أثناء الوقوف أو الجلوس.
  2. الوضعية الديناميكية: وهي كيفية حمل جسمك أثناء الحركة.

الحفاظ على محاذاة صحيحة للعمود الفقري سواء في حالة الراحة أو الحركة، يمكن أن يؤدي إلى العديد من الفوائد، بما في ذلك:

  1. أداء رياضي أفضل.
  2. إصابات أقل.
  3. عمود فقري أكثر صحة وقوة.
  4. تعب عضلي أقل.
  5. تقوية عضلات وسط الجسم.

كيفية الحفاظ على الوضعية الصحيحة للجسم

من الطبيعي أن يميل البعض من جميع الأعمار إلى اتخاذ وضعية سيئة مع نمط الحياة العصرية الذي يفرض علينا الجلوس على المكتب طوال اليوم، قضاء ساعات في اللعب، أو مشاهدة التلفزيون، أو حتى النظر إلى الهاتف كثيراً.

السر في الحفاظ على استقامة جسمك بشكل صحيح طوال اليوم، هو أن تصبح الوضعية الصحيحة عادةً تلقائية لديك. لكن الوصول إلى هذه النقطة قد يتطلب بعض التدريب، وأفضل مكان للبدء هو ببساطة أن تكون واعياً بوضعية جسمك، وتلاحظ نفسك عندما تكون منحنياً.

إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تحسين وضعيتك:

  1. انتبه لطريقة وقوفك طوال اليوم: وصوب ظهرك برفق كلما لاحظت نفسك منحنياً، وحافظ على كتفيك مستقيمة للخلف، ورأسك على مستوى نظرك للأمام.
  2. اجلس بطريقة صحيحة: بأن تتأكد من أن كتفيك مسترخية، وقدميك مسطحتان على الأرض، وأسفل ظهرك مدعوماً.
  3. احرص على تقوية عضلات وسط الجسم: لأنها تساعد في دعم وحماية العمود الفقري.
  4. حرّك جسمك بانتظام: وركّز على وضعيتك الديناميكية أثناء ذلك، فالجلوس أو الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى الانحناء. أنواع التمارين مثل اليوغا والتاي تشي التي تركز على تحسين الوضعية والوعي بالجسم يمكن أن تساعد على ذلك أيضاً.
  5. يمكنك استخدام أدوات تقويم الوضعية لفترة مؤقتة: مثل الدعامات والملابس المصممة لتحسين الوضعية، والتي يمكن أن تساعد في تدريب عضلاتك على تحسين وضعيتك، ولكن احذر من ارتدائها لفترات طويلة؛ إذ يمكن أن تُضعف العضلات، وتسبب آلام الظهر أو الرقبة.

8 يوليو 2024