سرطان المبيض من الأمراض السرطانية الصعبة للغاية في العلاج، ولم يكن هناك علاجات جديدة له لأكثر من 40 عامًا حتى وقت قريب.
يتم تشخيص معظم حالات سرطان المبيض في مراحل متقدمة، عندما يكون المرض قد انتشر بالفعل في الجسم، ومعدلات البقاء على قيد الحياة ليست جيدة: حيث ينجو حوالي 50% فقط من المرضى بعد خمس سنوات أو أكثر.
يحاول فريق بحث السرطانات النسائية في قسم طب التوليد وأمراض النساء التابع لجامعة UCLA تغيير هذا الواقع من خلال العمل على إيجاد طرق جديدة وأفضل لعلاج هذا المرض الفتاك والأورام الخبيثة الأخرى لدى النساء.
في الآونة الأخيرة، لعب الفريق دورًا رئيسيًا في التجارب السريرية التي أدت إلى منح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقة مُعجّلة على أول دواء من نوع Antibody Drug Conjugate (ADC) لعلاج سرطان المبيض المقاوم للعلاج الكيماوي بالبلاتين، وهو دواء مرفيتوكسيماب سورافتانسين (Mirvetuximab soravtansine).
أمل جديد لعلاج سرطان المبيض
تمثل أدوية ADCs نهجًا ثوريًا في العلاج الموجه للسرطان، فهي عبارة عن أدوية ذكية تستهدف الخلايا السرطانية، وتوصل إليها العلاج الكيماوي مباشرةً للقضاء عليها، مع تقليل الضرر الذي يلحق بالأنسجة السليمة.
يصرح الدكتور جوتفريد كونيكني، بروفيسور أمراض الدم والأورام بكلية ديفيد غيفين للطب بجامعة UCLA وعضو في مركز جونسون الشامل للسرطان: “يسمح لنا هذا النوع الجديد من العلاج بتقديم العلاج الكيماوي بطريقة دقيقة للغاية، حيث يرتبط الجسم المضاد ببروتين على سطح الورم، ويضمن وصول الدواء إلى الخلايا السرطانية فقط، وهذا يقلل بشكل كبير من الآثار الجانبية التي تظهر عادةً في العلاج الكيماوي التقليدي.”
في حين استخدمت ADCs بنجاح لعلاج أنواع أخرى من السرطان، إلا أن استخدامها في علاج سرطان المبيض، وهو من أصعب أنواع السرطان علاجًا، لم يُستكشف إلا مؤخرًا.
المشاركون في التجربة السريرية
قامت التجربة السريرية باسم MIRASOL لتقييم فعالية دواء مرفيتوكسيماب سورافتانسين الذي يستهدف مستقبل الفوليك أسيد ألفا، لعلاج سرطان المبيض المقاوم للبلاتين.
شارك في التجربة 453 مشاركة من 21 دولة، وكان فريق بحث مركز UCLA من بين أعلى المراكز تسجيلاً للمشاركات في الولايات المتحدة، من خلال إدخال 17 مشاركة.
تقول جيني ليستر، مديرة الدراسات السريرية في طب التوليد وأمراض النساء والمسالك البولية والجراحة بكلية ديفيد غيفين للطب، حاصلة على ماجستير في الصحة العامة، ومختصة بتنسيق البحوث السريرية: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة لتسجيل المشاركات في التجربة، وساهم ذلك في نجاحها. لقد عملنا مع العديد من المستشفيات في جميع أنحاء البلاد لتحديد النساء المؤهلات للمشاركة في الدراسة، وحرص فريقنا على ضمان دخول المريضات في التجربة بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى لهن تلقي العلاج.”
نتائج مبشّرة
تم تقسيم المشاركات عشوائيًا إلى مجموعتين، تلقت إحداهما دواء مرفيتوكسيماب سورافتانسين (227 مشاركة)، والأخرى تلقت العلاج الكيمياوي التقليدي (226 مشاركة).
وكانت النتائج مذهلة! فقد لوحظ انكماش الورم لدى 42% من المجموعة التي تلقت مرفيتوكسيماب سورافتانسين، مقارنة بـ 16% فقط ممن تلقين العلاج الكيماوي التقليدي، والأهم من ذلك، أظهرت المجموعة التي تلقت مرفيتوكسيماب سورافتانسين تحسنًا ملحوظًا في نوعية الحياة، فقد بلغ متوسط البقاء على قيد الحياة حوالي 17 شهرًا، مقارنة بـ 13 شهرًا للمجموعة التي تلقت العلاج الكيماوي التقليدي، كما عانت المجموعة التي تلقت مجموعة مرفيتوكسيماب سورافتانسين آثار جانبية أقل وأقل شدة، بما في ذلك الإرهاق، والغثيان، وتساقط الشعر.
يعلق الدكتور كونيكني الذي شارك في الدراسة، على أهمية هذا الاكتشاف مشيراً إلى أن مرفيتوكسيماب سورافتانسين قد يحسّن من معدلات البقاء على قيد الحياة لواحد من أصعب السرطانات، ويقلل الآثار الجانبية بشكل كبير، مما يسمح للنساء المصابات بالاستمرار في عيش حياة جيدة.
المستقبل يخبئ المزيد
لا يزال فريق باحثات UCLA يواصل جهودهن في تطوير هذا العلاج الواعد، فهن يعملن حاليًا على دراسة مصاحبة لتقييم فعالية مرفيتوكسيماب سورافتانسين في علاج سرطان المبيض الحساس للبلاتين. كما يخططن لإجراء أول دراسة مشتركة لأدوية ADCs مع كاربوبلاتين، وهو نوع آخر من العلاج الكيماوي القائم على البلاتين.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك فريق باحثات UCLA في أكثر من 60 تجربة سريرية تبحث عن علاجات جديدة ومبتكرة لتحسين نتائج علاج سرطان المبيض.
13 مارس 2024