توصّلت دراسة حديثة لوجود علاقة بين ميكروبيوم السائل المنوي- وهو مجموعة البكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي في السائل المنوي- وقدرة الرجل على الإنجاب. إليك أهم النقاط.
بداية: ما هو الميكروبيوم؟ وما ملخص الدراسة؟
- الميكروبيوم هو مجموعة الميكروبات، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات، التي تعيش بشكل طبيعي على أجسامنا وداخلنا، والتي أغلبها نافع، ومنها الضار الممرض.
- على غرار ميكروبيوم الأمعاء (مثل البكتيريا النافعة التي توجد في الأمعاء) التي نعرف الكثير عن تأثيرها في صحتنا العامة والهضمية، يقوم العلماء بالكثير من الأبحاث لفهم تأثير الأنواع المختلفة من البكتيريا وغيرها من الميكروبات التي تعيش بشكل طبيعي داخل أعضاء الجسم الأخرى في الصحة.
- من هذا المنطلق، تهدف هذه الدراسة من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس لدراسة ما إن كان هناك تأثير لميكروبيوم السائل المنوي في خصوبة الرجل وصحة حيواناته المنوية.
- نتيجة الدراسة: وجدت الدراسة أنّ ميكروبيوم السائل المنوي قد يكون له علاقة بالفعل بصحة الحيوانات المنوية وخصوبة الرجل، فقد وجدت اختلافات كبيرة في بكتيريا السائل المنوي بين الرجال الذين لديهم حيوانات منوية طبيعية، والآخرين الذين لديهم حيوانات منوية غير طبيعية.
- تسلط هذه الدراسة الضوء على الأهمية المحتملة لميكروبيوم السائل المنوي في قدرة الرجل على الإنجاب، وتفتح آفاقًا مثيرة لمزيد من البحث المستقبلي، لفهم أعمق لأسباب العقم عند الرجال، وتطوير علاجات أدق لتصحيح مشاكل الحيوانات المنوية.
التفاصيل: ما وجدته الدراسة!
1- قد تؤثر ميكروبات محددة على حركة الحيوانات المنوية
كشفت الدراسة أن نوعًا معينًا من البكتيريا الموجودة في السائل المنوي؛ بكتيريا تُعرف بـ “لاكتوباسيلوس إينرز” (Lactobacillus iners)، قد يكون لها تأثير سلبي على خصوبة الرجل؛ إذ ارتبطت زيادة نسبة هذه البكتيريا في السائل المنوي بمشاكل في حركة الحيوانات المنوية.
ذلك أنّ بكتيريا L. iners قد تخلق بيئة ملتهبة تضر بحركة الحيوانات المنوية؛ فوفقًا لنتائج دراسات سابقة، تبين أنّ هذا النوع من البكتيريا ينتج كميات من حمض اللاكتيك، الذي يخلق بيئة ملتهبة، قد تضر بحركة الحيوانات المنوية.
2- سلائل الميكروبات من نفس العائلة قد يكون لها تأثيرات مختلفة
اكتشف الباحثون أيضًا وجود ثلاثة أنواع من البكتيريا من عائلة واحدة؛ وهي عائلة الزائفة (Pseudomonas) في عينات السائل المنوي لجميع الأفراد، الذين لديهم صحة الحيوانات المنوية طبيعية أو غير طبيعية.
وُجد أنّه رغم أنّ هذه الأنواع الثلاث من نفس العائلة، إلا أنّ لها تأثيرات متعاكسة على صحة الحيوانات المنوية؛ إذ أظهرت النتائج أنّ نسبة الزائفة فلورسنس (Pseudomonas fluorescens) والزائفة شتوتزرية (Pseudomonas stutzeri) كانت مرتفعة في عينات السائل المنوي غير الطبيعية، بينما كانت نسبة الزائفة كريهة (Pseudomonas putida) أقل في عينات السائل المنوي غير الطبيعية.
وهذا يعني أن أنواع الميكروبات من نفس العائلة قد لا يكون لهم التأثير نفسه على صحة الحيوانات المنوية، فقد يؤثر بعض الأنواع سلبياً والبعض الآخر إيجابياً.
كلمة أخيرة
يقول الباحث الرئيسي فاديم أوسادشي، طبيب مساعد في قسم المسالك البولي بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس: “هناك الكثير الذي يجب استكشافه بشأن ميكروبيوم السائل المنوي وعلاقته بضعف الخصوبة عند الرجال”. وتابع: “لكن هذه النتائج الأولية توفر لنا معلومات قيمة يمكن أن تقودنا نحو فهم أعمق لهذه العلاقة. يضاف بحثنا إلى أدلة من دراسات سابقة أصغر حجما ويمهد الطريق لمزيد من التحقيقات الشاملة في المستقبل لكشف النقاب عن العلاقة المعقدة بين ميكروبيوم السائل المنوي والخصوبة”.
22 فبراير 2024