توجيهات جديدة حول كثافة الثدي: خبراء يقدمون إرشادات مهمة للأطباء والمرضى

9 أبريل 2025

باحث من UCAL يشاركنا معلومات يجب على كل امرأة معرفتها حول كثافة الثدي، ولماذا هي مهمة؟

صدرت أوامر حكومية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية تلزم بإخبار جميع النساء اللاتي يخضعن لتصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام) بدرجة كثافة الثدي لديهنّ — وهو عامل يؤثر في كل من الكشف عن سرطان الثدي واحتمالية الإصابة به.

هذه التوجيهات ستعني حصول أكثر من 40 مليون امرأة اللاتي يخضعن لفحص الماموجرام سنوياً على درجة كثافة الثدي لديهنّ، وتهدف لتوعية النساء حول هذا العامل المهم.

تقول الدكتورة جوان إلمور، بروفيسورة في الطب في كلية ديفيد جيفن للطب في جامعة UCLA، وباحثة في مركز جونسن الشامل للسرطان التابع لجامعة UCLA: “مع حصول المزيد من النساء على معلومات حول كثافة الثدي لديهنّ وفقاً للقانون الجديد، ستزداد أهمية التواصل الفعال بين الخاضعات للفحص والأطباء من أجل اتخاذ قرارات مدروسة حول الفحوصات المناسبة للكشف المبكر عن سرطان الثدي والوقاية منه

لتسهيل هذا التواصل الفعال بين الخاضعات للفحص والأطباء، تُشرح لنا 6 أسئلة مهمة حول كثافة الثدي من قبل الدكتورة إلمور والدكتور كريستوف لي من جامعة واشنطن كلية الطب، علماً أنّه هذه الأسئلة منشورة في مجلة JAMA الطبية العريقة.

1- ما هي كثافة الثدي؟

كثافة الثدي هي مقياس لكمية الأنسجة الليفية والغديّة في الثدي مقارنة بالأنسجة الدهنية، ويتم تحديدها عبر صورة الماموجرام.يصنف أخصائيو الأشعة كثافة الثدي إلى 4 تصنيفات رئيسية وهي:

  • 1- الثدي في معظمه دهني (كثافة ثدي منخفضة)
  • 2- توجد بعض الأنسجة الليفية والغدية المتفرقة
  • 3- كثافة غير متجانسة (يدل على كثافة ثدي مرتفعة)
  • 4- كثافة ثدي مرتفعة جداً

آخر تصنيفين يدلان على أنّ كثافة الثدي عالية (أي أنّه يحتوي على نسبة عالية من الأنسجة الغدية والليفية).كثافة الثدي المرتفعة أمر طبيعي، وهي موجودة لدى نصف النساء تقريباً، ولكنّها تجعل الكشف عن سرطان الثدي أكثر صعوبة.

يتم عادة إخبار النساء فقط بما إذا كان ثديهن يُصنف على أنه “كثيف” أم لا، ولكن دراسة حديثة وجدت أنّ أطباء الأشعة يختلفون في آرائهم حول تصنيف كثافة الثدي لدى 17% من الحالات، ورغم أن بعض البرامج الحاسوبية تعطي قياسات دقيقة ومتسقة إلا أنها غير متاحة على نطاق واسع في المراكز الصحية.

2- هل كثافة الثدي تؤثر في دقة صورة الماموجرام؟

رغم أن وسائل الإعلام والمجموعات الداعمة غالباً تركز على أنّ كثافة الثدي المرتفعة تصعّب الكشف عن سرطان الثدي، إلا أنّ تقنيات التصوير الحديثة ساعدت على تحسين الكشف.إذ يُعد كل من الماموغرام الرقمي والماموجرام ثلاثي الأبعاد (3D mammography) من الوسائل الفعالة للكشف عن سرطان الثدي، حتى لدى السيدات اللاتي لديهن كثافة ثدي عالية. صورة الماموجرام ثلاثية الأبعاد تكشف عن 77% من حالات سرطان الثدي لدى السيدات ذوات الثدي الكثيف، وما يصل إلى 88% من عامة النساء– رغم أنه أقل دقة قليلاً في الكشف عن سرطان الثدي لدى السيدات ذوات الثدي الكثيف، إلا أنّه لا يزال الفحص الأفضل والأهم للكشف عن سرطان الثدي.

3- كم تزيد كثافة الثدي من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي؟

رغم أن زيادة كثافة الثدي تزيد من خطورة (احتمالية) الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنّ هذا لا يعني أن من لديها ثدي كثيف ستكون لديها بالضرورة خطورة مرتفعة لإمكانية الإصابة بسرطان الثدي.

فمثلاً بالنسبة لسيدة أربعينية لديها كثافة ثدي مرتفعة، فإن خطورة إصابتها بسرطان الثدي مشابهة لمن لديها قريبة أُصيبت بسرطان الثدي من الدرجة الثانية (مثل خالة أو عمة أو جدة)، أو لمن كانت قد خضعت لخزعة لكتلة في الثدي مسبقاً وظهرت النتيجة أنها حميدة.

للتوضيح أكثر: يقول الأطباء بأن أحداً من النساء لديها خطورة مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي، إن كانت احتمالية إصابتها به على مدار حياتها أكثر من 20%، وذلك وفقاً لتقييم يعتمد على عدة عوامل مجتمعة، ومع ذلك فإنّ معظم النساء اللاتي لديهن كثافة ثدي مرتفعة يُصنفن ضمن فئة الخطورة المتوسطة.في المقابل، هنالك عوامل قد تجعل خطورة الإصابة بسرطان الثدي مرتفعة، حتى لدى النساء اللاتي لديهنّ كثافة الثدي قليلة، مثل:

  • حمل الطفرات الجينية التي تزيد خطورة الإصابة بسرطان الثدي BRCA1 وBRCA2
  • إصابة قريب من الدرجة الأولى (أم أو أخت) بسرطان الثدي أو المبيض في سن صغيرة.

لذلك لا نعتمد على كثافة الثدي وحدها كعامل لتقييم خطورة الإصابة بسرطان الثدي وبالتالي تحديد وسائل الكشف المبكر والوقاية المناسبة، إنما نعتمد على تقييم عوامل الخطورة مجتمعة بما فيها كثافة الثدي.

4- ما هي الوسائل المتاحة لتقييم خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

يمكن لجميع النساء الحصول على تقييم شمولي للمخاطر لفهم احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي، من خلال أدوات تنبؤ مثل:

تساعد هذه الأدوات على تقييم احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدار 5 أو 10 سنوات، أو مدى الحياة، وبناء على ذلك النساء اللاتي لديهن خطورة مرتفعة قد يحتجن لفحوصات إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي، أو أدوية وقائية مثل دواء تاموكسيفين (Tamoxifen) أو رالوكسيفين (Raloxifene)، اللذين يمكن أن يقللا من خطر الإصابة لدى النساء المعرضات للخطر بشكل أكبر.

5- هل تحتاج النساء بكثافة ثدي عالية لفحوصات إضافية إلى جانب الماموجرام؟

بالنسبة لمعظم النساء، كثافة الثدي المرتفعة لا تعني بالضرورة أن المرة ستحتاج لفحوصات إضافية غير الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي. ولكن، النساء اللاتي حسب التقييم الشمولي للعوامل — بما فيها كثافة الثدي– نجد أنّ لديهنّ خطورة مرتفعة، قد يستفدن من الحصول على فحوصات إضافية.

أفضل وأدق أنواع الفحوصات الإضافية التي يمكن إجراءها إلى جانب الماموجرام هي صورة الرنين المغناطيسي، والتي تكشف عن أكثر من 80% من حالات سرطان الثدي، مقارنة بالألتراساوند الذي يكشف عن 55% من الحالات إذا كانت صورة الماموغرام طبيعيًة ولم تُظهر أي مشكلة.

رغم ذلك الألتراساوند يمكن استخدامه كفحص إضافي بديل إلى جانب الماموجرام إن لم يكن بإمكانك الحصول على صورة رنين.

6- ما هي فوائد ومخاطر الفحوصات الإضافية للكشف عن سرطان الثدي؟

الحاجاة لفحوصات إضافية إلى جانب الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي، مثل صورة الرنين للثدي، تساعد على كشف السرطان في وقت مبكر أكثر، مما يحسن النتائج العلاجية له، ولكن قد يكون لها نقاط سلبية محتملة، مثل:

  • الحاجة لفحوصات إضافية قد تشعر المرأة بالخوف والقلق من النتائج الإيجابية الكاذبة (False Positive).
  • زيادة التكلفة بسبب الحاجة لهذه الفحوصات الإضافية.
  • إجراء خزعات غير ضرورية أحيانا دون حاجة حقيقية.

ختاماً

تقول الدكتور إلمور: “معرفتك لدرجة كثافة الثدي لديك هو طرف واحد من المعادلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، ولكنه جزء من التقييم الشمولي لعوامل مجتمعة تحدد خطورة الإصابة بسرطان الثدي، الذي بدوره يساعد السيدات على اتخاذ قرارات صحية أكثر دقة وتناسبًا مع حالتهن الفردية.”

9 أبريل 2025