الحزام الناري أو القوباء المنطقية أو الهربس النطاقي أو الشيغيلا (Shingles)، عدة مرادفات لمرض واحد، قد يظن البعض أنه طفح جلدي قصير العمر أو يفترضون أن الحالة تؤثر فقط في كبار السن، مما يجعل من المهم الحصول على المعلومات من مصادرها.
ما هو الحزام الناري؟ وما أسبابه؟
إذا أصبت بالجدري في طفولتك، فهناك احتمالية لأن تصاب بالحزام الناري في أي وقت من حياتك، خاصة مع تقدمك في السن.
الحزام الناري هو عدوى فيروسية يسببها الفيروس النطاقي الحماقي (Varicella-Zoster Virus)، وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء. بعد إصابة الشخص بجدري الماء أو حصوله على لقاحه، يظل الفيروس خاملًا في الخلايا العصبية في الجسم، وفي بعض الحالات، قد ينشط مرة أخرى بعد سنوات عندما يضعف الجهاز المناعي، بسبب الشيخوخة الطبيعية، أو المرض، أو بعض الأدوية، مما يسبب الحزام الناري.
أعراض الحزام الناري
يظهر الحزام الناري عادةً على شكل طفح جلدي مؤلم بشكل بسيط لدى البعض، أو شديد حارق يحدث مع أدنى لمسة أو حركة لدى البعض الآخر، ويتطور الطفح الجلدي عادةً إلى بثور مملوءة بالسوائل، ويبدأ الألم عادةً قبل 2-4 أيام من ظهور الطفح الجلدي، ويستمر لمدة 3-5 أسابيع بعد شفاء الطفح.
جنبا إلى جنب مع الطفح الجلدي، قد يعاني المصاب أيضًا من أعراض مثل: الحكة، والوخز أو الخدر، والحرقان، والحمى، والقشعريرة، والصداع. ويعاني معظم الأشخاص من نوبة واحدة فقط من الحزام الناري خلال حياتهم، مع ذلك من الممكن أن يصابوا به أكثر من مرة.
هل الحزام الناري مُعدٍ؟ وكيف ينتقل؟
الحزام الناري بحد ذاته ليس معديًا؛ لا تحدث الإصابة من الاتصال المباشر مع شخص مصاب به، ولكن يمكن أن ينتقل إليك فيروس الحماق النطاقي إذا كان لديك اتصال مباشر بالسوائل الناتجة عن طفح الحزام الناري، وبالتالي قد تصاب بجدري الماء إذا لم تُصَب به من قبل، ولم يتم تطعيمك ضده مطلقًا.
لتقليل فرصة نشر الحزام الناري إلى الآخرين، يوصى المصاب بتغطية الطفح الجلدي، وتجنب الاتصال المباشر مع النساء الحوامل اللاتي لم يصبن بجدري الماء أو لم يحصلن على اللقاح، وكذلك الرضع الذين لم يحصلوا عليه، وأي شخص يعاني من ضعف المناعة.
من يصيب الحزام الناري؟
إلى جانب ما ذكرناه من أنّ الإصابة بجدري الماء أو تلقي لقاحه تزيد من فرصة الإصابة بالحزام الناري مستقبلاً، تزداد فرصة الإصابة به في الحالات التالية:
- تقدم العمر
إنّ الإصابة بالحزام الناري في مرحلة الطفولة نادرة، وتكون أكثر شيوعًا لدى كبار السن بعد سن 50 عامًا؛ فعموماً، احتمالية الإصابة بالحزام الناري هي 33%، ولكن ببلوغ سن 85 عامًا، يكون 50% من الأشخاص قد أُصيبوا به مرة واحدة على الأقل في حياتهم. مع ذلك، لا يقتصر مرض الحزام الناري على كبار السن فقط، ويمكن لأي شخص أصيب بالجدري المائي أن يصاب بالحزام الناري مهما كان عمره.
- ضعف الجهاز المناعي
يضعف جهازك المناعي بشكل طبيعي مع تقدم العمر، ولكن يمكن أن تزداد فرصة ذلك بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو السرطان، أو بعض الأدوية، مثل أدوية زرع الأعضاء.
مضاعفات الحزام الناري
من غير الشائع أن تحدث المضاعفات مع الحزام الناري، لكنها لا تزال ممكنة الحدوث. قد يعاني 10% من المصابين بالحزام الناري من ألم عصبي شديد، يسمى الألم العصبي التالي للهربس (PHN)، والذي يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات.
في حالات نادرة، يمكن أن تسبب البثور الموجودة على الوجه أو بالقرب من العين مشاكل خطيرة، بما في ذلك تلف العين الدائم والعمى، أو فقدان السمع، أو شلل الوجه المؤقت، أو في حالات نادرة جدًا، التهاب الدماغ.
الوقاية من الإصابة بالحزام الناري
أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالحزام الناري هي الحصول على لقاح الحزام الناري (Varicella-Zoster Virus Vaccine)، الذي تصل فعاليته إلى أكثر من 90%، وقد يقلل أيضًا من خطر الألم العصبي المزمن في حالة تطور الحزام الناري، وحدوث مضاعفاته. توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بإعطاء المطعوم للبالغين الأصحاء الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق.
يمكن أيضًا أن يقلل تلقّي لقاح جدري الماء (Varicella Vaccine) بشكل غير مباشر من خطر الإصابة بالحزام الناري عن طريق منع عدوى جدري الماء، وبالتالي تقليل احتمالية إعادة تنشيط الفيروس في وقت لاحق من الحياة. وفقًا للأبحاث، ينخفض خطر الإصابة بالحزام الناري بين الأطفال الذين تلقوا لقاح جدري الماء بنسبة 78%.
على الرغم من أن بعض الأشخاص الذين يتلقون لقاح الجدري سيصابون بالحزام الناري لاحقًا، إلا أنّ احتمالية الإصابة به تكون أقل مقارنةً باحتمالية الإصابة بعدوى جدري الماء، كما أنّ ميزة اللقاحات الحديثة أنّها تساعد على الوقاية من جدري الماء، ولا تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالحزام الناري.
22 فبراير 2024