حقن خفض الكوليسترول: تعرف على أحدث علاجاته

9 فبراير 2025

في السنوات الأخيرة ظهرت الحق كخيار فعّال للسيطرة على ارتفاع الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب، خاصةً للمرضى الذين لا يستجيبون بشكل كافٍ لأدوية الستاتين (أدوية الكوليسترول الشائعة) أو لا يستطيعون تناولها بسبب آثارها الجانبية.

متى بدأ البحث حول هذه الحقن؟

تشرح ذلك الدكتورة بريسيلا هسو، رئيس قسم أمراض القلب في UCLA Health الإجابة قائلة:

“قبل حوالي 20 عامًا اكتشف العلماء جينات تؤثر على مستويات الكوليسترول، مما قاد إلى تطوير منهجيات جديدة لخفضه، ومن بين هذه الاكتشافات، ظهر دور إنزيم PCSK9 في تنظيم مستويات الكوليسترول الضار في الدم، مما مهد الطريق لتطوير أدوية تستهدف هذا الإنزيم (إنزيم PCSK9) بشكل مباشر.

ما هي أنواع الحقن المتاحة وكيف تعمل؟

لحقن خفض الكوليسترول 3 أنواع رئيسية، جميعها تعمل عبر تعزيز قدرة الكبد على التخلص من الكوليسترول الضار، ولكن بآليات مختلفة فيما بينها:

  • 1. دوائي Alirocumab و Evolocumab
    • وهي أدوية تنتمي لفئة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة والتي تستهدف إنزيم PCSK9، مما يسمح للكبد بإزالة المزيد من الكوليسترول الضار من مجرى الدم.
    • كلا الدوائين يؤخذ عن طريق الحقن مرة أو مرتين شهريًا.
  • 2. دواء Inclisiran
    • الدواء الثالث هو نوع من العلاج بتقنية RNA التداخلي يعمل عن طريق تعطيل إنتاج إنزيم PCSK9 في الكبد، فتقل مستوياته بشكل مستمر.
    •  يُؤخذ على شكل حقنة مرتين فقط في السنة، وبالتالي هو أريح للمرضى.

من يستفيد من هذه الحقن؟

أدوية الستاتين ما زالت العلاج الرئيسي لارتفاع الكوليسترول، لكن يمكن أن يوصي الطبيب بهذه الحقن كدواء إضافي لخفض الكوليسترول إلى جانبها، أو كدواء مستقل في الحالات التالية:

1- لا تزال قراءات الكوليسترول مرتفعة رغم استخدام الستاتين.

2- لا يمكن استخدام الستاتين لأسباب مختلفة، فقد يعاني المريض من آثاره الجانبية (مثل: آلام العضلات أو حالة نادرة تُعرف بانحلال الربيدات) أو لديه مرض كبدي شديد يمنعه من استخدامه، أو يتناول أدوية أخرى تتفاعل مع الستاتين.

3- للمرضى المعرضين لمخاطر عالية للإصابة بأمراض القلب أو الذين يعانون بالفعل من مشاكل قلبية.

ومع ذلك تشير الدكتورة بريسيلا هسو إلى أن تحديد المرشحين المثاليين لاستخدام الحقن يعتمد على تقييم الطبيب لحالتهم الصحية، موضحًا:

“هل لديهم تاريخ مع أمراض القلب؟ ما هو مستوى الكوليسترول لديهم أثناء تناول الستاتين؟”

هل الحقن هذه آمنة؟

أظهرت دراسات كبيرة شملت عشرات الآلاف من المرضى أن هذه العلاجات آمنة بشكل عام وآثارها الجانبية محدودة، أكثرها شيوعًا هو ألم طفيف في موضع الحقن.

ماذا عن مدى فعاليتها؟

تقول الدكتورة بريسيلا هسو أن الستاتين وحده يخفض عادةً مستوى الكوليسترول الضار إلى حوالي 100 mg/dL، بينما يمكن للحقن أن تخفضه إلى 15 mg/dL فقط، وهو مستوى غير مسبوق مع أدوية الستاتين وحدها، وتضيف معقبة: “إنها نتائج مذهلة، إلى جانب تقليلها الكبير لخطر الأحداث القلبية.”

مشكلة هذه الحقن تكلفتها

رغم فاعلية هذه الحقن إلا أن انتشارها يواجه صعوبات، والسبب الرئيسي في ذلك هو التكلفة، تقول الدكتورة هسو:

“عندما تم طرح هذه الأدوية لأول مرة، كانت تكلفتها تصل إلى 14,000 دولار سنويًا، أما الآن فقد انخفضت إلى حوالي 6,000 دولار سنويًا، لكنها لا تزال باهظة الثمن. ولهذا، فإن التأمين الصحي للأسف لا يغطيها، وعادةً ما يتم وصفها للأشخاص الذين لم ينجحوا مع العلاجات الأخرى أو الذين لديهم مخاطر عالية جدًا للإصابة بأمراض القلب.”

لماذا لا نعتمدها للجميع؟

يوجد سبب آخر إلى جانب التكلفة قد يقلل تقبل حقن الكوليسترول هذه، وهو الخوف من الإبر؛ فبعض الأشخاص يفضلون أن يتناولو الدواء على شكل حبوب فموية بدلاً من الحقن.

ولكن من ناحية أخرى، رواج أدوية على شكل حقن مثل حقن إنقاص الوزن مثل، قد يجعل المرضى أكثر تقبلًا للحقن، ويضيف:

“في النهاية، الفوائد الصحية تفوق بكثير الانزعاج البسيط من وخزة الإبرة.”

خفض الكوليسترول الضار إلى مستويات منخفضة جدًا له فوائد كبيرة

“كلما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار زادادت الحماية من أمراض القلب، حتى عند الوصول إلى مستويات منخفضة جدًا. ربما علينا كمجتمع التركيز أكثر على الوقاية من أمراض القلب، بدلًا من انتظار حدوثها ثم محاولة علاجها.”

بمجرد إصابة الشخص بجلطة قلبية فإن تأثيرها على صحته وحياته يكون دائمًا، ولا يمكنه إعادة الزمن إلى الوراء. لذا، فإن الوقاية منذ البداية تبقى الخيار الأفضل.

المستقبل يحمل طموحات علاجية كبيرة

يعتبر هذا الوقت من أكثر الفترات المثيرة في مجال أبحاث وعلاجات أمراض القلب والتمثيل الغذائي، حيث تشير الدكتورة إلى التطورات السريعة في هذا المجال قائلة:

“في 2005، كنا نظن أن الستاتين هو أفضل ما يمكن تحقيقه. أما الآن، فلدينا أدوية حقن فعالة لعلاج السمنة، والتي قد تصبح بمثابة ‘الستاتين الجديد’ في المستقبل.”

ويضيف: “في المستقبل، قد يصبح بالإمكان تعديل الجينات داخل الجسم لتعطيل جزيئات PCSK9 نهائيًا، بإعطاء حقنة واحدة فقط مدى الحياة!”

تواصل جامعة UCLA الأبحاث والعلاجات في مجال أمراض القلب، وتنهي الدكتورة بريسلا هسو حديثها قائلة 

نوفر عدة عيادات متخصصة، منها: عيادة الوقاية من أمراض القلب، عيادة دهنيات الدم، وعيادة لأمراض القلب لدى مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، الذين لديهم خطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب، وعيادة متخصصة في أمراض القلب والتمثيل الغذائي.

9 فبراير 2025