سن اليأس هو المرحلة التي تدخل فيها المرأة عندما تتوقف دورتها الشهرية لمدة عام كامل. في هذه المرحلة، تحدث تغيرات هرمونية كبيرة، وتسبب مجموعة واسعة من الأعراض، من أشهرها الهبات الساخنة التي تصيب ما يصل إلى 80% من النساء.
ما هي الهبات الساخنة؟ وما هو علاجها؟
الهبات الساخنة (Hot flashes) هي ظاهرة تصيب النساء في سن اليأس، تتمثل بشعور مفاجئ بالدفء والحرارة في الجزء العلوي من الجسم، خاصةً في الوجه والرقبة والصدر، وقد تؤدي إلى احمرار الجلد وزيادة التعرق. قد تكون هذه الهبات متقطعة وخفيفة، أو مستمرة وشديدة، ويمكن أن تحدث في أي وقت خلال اليوم أو الليل، مسببةً الانزعاج والحرج أحياناً.
يمكن أن يُساعد العلاج الهرموني في التغلب على الهبات الساخنة، حيث تحتوي هذه العلاجات على هرمون الإستروجين لوحده أو مع البروجستيرون ليعملا على إعادة توازن الهرمونات داخل جسم المرأة، والمساعدة في تخفيف شدة وتكرار الهبات الساخنة.
حليب الصويا لعلاج الهبات الساخنة
الصويا ومنتجاتها تحتوي على نسب عالية من الإيزوفلافونات (Isoflavones)، وهي مركبات كيميائية نباتية لها خصائص مشابهة للإستروجين، وينصح الأطباء بها كطرق طبيعية لتخفيف الهبات الساخنة وأعراض سن اليأس الأخرى. تتوافر الإيزوفلافونات في بعض الأطعمة، مثل: حليب الصويا، والتوفو، والإدمامي، والميسو، وبذور الكتان وزيته.
مخاوف وشكوك: هل يُسبب حليب الصويا الإصابة بالنقرس؟
النقرس (Gout) هو مشكلة صحية تسبب التهاباً وألماً حاداً في المفاصل، خاصةً في إصبع القدم الكبير، ويحدث عندما يتراكم حمض اليوريك في الدم ويتبلور في المفاصل، مما يسبب الالتهاب والتورم. هذا الحمض هو ناتج عن تحلل البيورينات، وهي مواد كيميائية توجد في بعض الأطعمة، من بينها الصويا ومنتجاتها التي تحتوي على كمية متوسطة من البيورينات. لذلك، قد تظن بعض النساء أن استهلاك حليب الصويا بشكل يومي لعلاج الهبات الساخنة قد يزيد من خطر الإصابة بالنقرس.
لكن هل هذا صحيح؟ الإجابة هي لا، وفقًا لأكثر من 15 دراسة علمية. هذه الدراسات أثبتت أن الصويا لا ترفع مستوى حمض اليوريك في الدم بشكل كبير، ولا تزيد من خطر النقرس أو تفاقم أعراضه، بل على العكس، قد تكون مفيدة للصحة بشكل عام، خاصة في سن اليأس.
استشارة الطبيب
إذا كنتِ ما زلت قلقة بشأن تأثير حليب الصويا في النقرس، فلا تترددي في استشارة طبيبك، حيث يمكنه أن يفحص مستوى حمض اليوريك في دمك بواسطة فحص دم بسيط، ومتابعة نتائج الاختبار الحالية مع السابقة للاطمئنان على صحتك بشكل عام، ومتابعة حالتك.
21 ديسمبر 2023