معظمنا يأخذ صحة الحوض كأمر مسلم به، حتى تحدث مشكلة ما، لكن الحقيقة هي أن قاع الحوض القوي ضروري للصحة العامة أكثر مما تظن، فهو يدعم الأعضاء الحيوية، ويساهم في التحكم بالمثانة والأمعاء، ويعزز الصحة الجنسية أيضاً.
الوقاية هي الأساس لتجنب مشاكل قاع الحوض، لا تنتظر حتى تظهر المشاكل، بل اهتم بصحة حوضك الآن!
أين يقع الحوض؟
تقع منطقة الحوض بين عظمة العصعص من الخلف وعظم العانة في الأمام، وهي عبارة عن شبكة من العضلات والأربطة تشكل قاعدة داعمة للمثانة والأمعاء والرحم.
عندما تكون هذه العضلات في حالة جيدة، فإنها تبقي كل شيء في مكانه، وتضمن أداءها بشكل مثالي. ولكن عندما تضعف هذه العضلات، قد تميل هذه الأعضاء للتحرك عن مكانها أو الهبوط أو العجز عن العمل بشكل صحيح.
أمراض قاع الحوض الشائعة
يمكن أن يؤدي ضعف أو إصابة عضلات الحوض إلى التأثير السلبي في وظائف عدة أعضاء من الجسم، خاصةً المثانة، والأمعاء، والوظيفة الجنسية.
تتضمن أشهر هذه الأمراض ما يلي:
- سلس البول: ضعف عضلات الحوض يمكن أن يجعل من الصعب السيطرة على البول، وهذا يحدث لأن عضلات الحوض غير قوية بما يكفي للتحكم في فتح وإغلاق مجرى البول، مما يؤدي إلى السلس البولي، والذي يسبب تسرب البول دون سيطرة عند السعال أو العطس أو الضحك أو القفز.
- سلس البراز: تلعب عضلات الحوض أيضاً دوراً مهماً في التحكم في العضلة العاصرة الشرجية، وضعف هذه العضلات يمكن أن يؤدي إلى سلس البراز (صعوبة الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب عند الحاجة للإخراج).
- هبوط أعضاء الحوض: في الحالات الشديدة، يمكن أن تتحرك أو تهبط أعضاء الحوض بسبب الدعم غير الكافي، فقد يحدث هبوط في الرحم أو المستقيم أو المثانة، وفي بعض الحالات يمكن أن ينزلق العضو عبر فتحة المهبل أيضاً.
عوامل الخطر والوقاية
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض قاع الحوض منها:
- الولادة.
- السمنة.
- التقدم في العمر.
- بعض الجراحات، مثل استئصال الرحم عند النساء، وعملية البروستات عند الرجال.
على الرغم من أنه لا يمكن دائمًا التحكم في هذه العوامل، إلا أن تقوية قاع الحوض يعد خطوة استباقية نحو الوقاية.
تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل)
تمارين قاع الحوض، المعروفة أيضاً بتمارين كيجل، هي وسيلة فعالة لأي شخص لتقوية هذه العضلات المهمة. هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك على تحديد وتمرين هذه العضلات.
أولاً، يمكنك محاولة إيقاف تدفق البول أثناء التبول، هذه هي العضلة التي تعمل على التحكم في مجرى البول. يمكنك أيضاً محاولة عصر فتحة الشرج كما لو أنك تحاول منع إخراج الريح. وسيلة جيدة أخرى لتحديد عضلات قاع الحوض هي إدخال إصبع في المهبل، ومحاولة ضغطه.
يمكنك ممارسة تمارين كيجل عدة مرات في اليوم. ببساطة قم بعصر ورفع العضلات، حافظ على هذا الوضع لبضع ثوان، ثم استرخِ. قم بممارسة تمرين كيجل 2-3 مجموعات يومياً (10 مرات في المجموعة الواحدة).
متى تجب مراجعة الطبيب بخصوص صحة الحوض؟
إذا كنت معرضاً لخطر الإصابة بمشاكل عضلة الحوض، أو بدأت بالفعل تشعرين بأعراض ضعف عضلات الحوض، يجب عليك التحدث إلى طبيبك، والذي قد يحيلك إلى معالج فيزيائي متخصص في صحة الحوض لوضع برنامج تقوية مخصص لك.
قد يستفيد البعض من العلاجات غير الجراحية والجراحية لعلاج اضطرابات قاع الحوض. تشمل العلاجات غير الجراحية:
- تدريب المثانة: هذا التمرين يساعدك على ممارسة التحكم في البول لفترات أطول، مما يساعد على تحسن السيطرة على المثانة تدريجياً.
- الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية في التحكم في مشاكل المثانة والأمعاء.
- الحلقة المهبلية: هي جهاز يتم إدخاله في المهبل لدعم أعضاء الحوض.
في حال كان قاع الحوض متضرراً بشكل كبير أو حدث هبوط للأعضاء، قد يكون الجراحة الخيار الأفضل. يمكنك أنت وطبيبك العمل معاً لتحديد أفضل طريقة لإصلاح اضطرابات قاع الحوض جراحياً.
18 أغسطس 2024