أظهرت دراسة حديثة قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) تفاصيل جديدة حول أسباب المشيمة الملتصقة التي تحدث عندما لا تنفصل المشيمة عن الرحم أثناء الولادة، مما يشكّل خطراً كبيراً على الأم والرضيع.
ما هي المشيمة الملتصقة؟
المشيمة الملتصقة (Placenta Accreta Spectrum) هي حالة خطيرة لا تنفصل فيها المشيمة بشكل طبيعي أثناء الولادة، مما يسبب نزيفاً شديداً، ويهدد حياة كل من الأم والطفل معاً.
تعمّق الاهتمام بأسباب حدوث هذه الحالة نتيجة ازدياد نسب الإصابة بها مؤخراً في العقود الأخيرة، والتي تقدّر بمعدل واحد من كل 272 ولادة في الولايات المتحدة الأمريكية، مقارنةً بواحد من كل 30,000 ولادة في ستينيات القرن الماضي، أي أن عدد الحالات زادت بمعدل حوالي 110 مرة أكثر في الوقت الحالي!
النظرة القديمة
لم يحدد السبب الرئيسي لحدوث المشيمة الملتصقة بعد، على الرغم من أنها شائعة أكثر عند النساء اللواتي خضعن لولادات قيصرية.
واحدة من الفرضيات التي كانت سائدة عند العلماء هي أنّ نوعاً من الخلايا المشيمية شديدة التوغل والتي تُسمى “خلايا الأرومة الغاذية” أو “Trophoblasts”، هي المسؤولة عن توغّل خلايا المشيمة في الرحم والتصاقها.
لكن بدلاً من إلقاء اللوم على خلايا الأرومة الغاذية فقط، كشفت الدراسة أنّ تغيرات جينية وخلوية في الخلايا التي تربط بين الرحم والمشيمة قد يكون لها دور في الإصابة.
اكتشافات جينية حديثة
قادت الدكتورة يلدا أفشار، أخصائية طب الأمومة والأجنة في كلية الطب ديفيد غيفين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA)، هذا البحث باستخدام تقنيتين جديدتين لتحليل الخلايا الفردية على مستوى المشيمة والرحم، وإنشاء رؤية متكاملة حول أسباب المشيمة الملتصقة، وتأثيرها في صحة الأم والمولود الجديد.
وكشف هذا العمل عن مجموعة من الجينات المُعبّرة بشكل مختلف في حالة المشيمة الملتصقة، والتي تسمح للمشيمة الالتصاق بقوة في بطانة الرحم أكثر من الطبيعي، حسب أقوال الدكتورة المشاركة ديبورا كراكو، رئيسة قسم النسائية والتوليد في كلية الطب ديفيد غيفين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
تغيرات في إشارات التواصل بين الرحم والمشيمة
وقد توصّلت الأبحاث أيضاً إلى أنّه في حالة المشيمة الملتصقة فإنّ الطبقة التي تغلّف بطانة الرحم والتي تتكوّن أثناء الحمل، والأوعية الدموية المرتبطة بها، تُرسل إشارات مختلفة إلى المشيمة، تجعلها تلتصق بقوة في بطانة الرحم، ولا تنفصل بشكل طبيعي عند الولادة، وهذا يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطرة.
تفاصيل الدراسة
قام فريق البحث بأخذ 12 عينة للدراسة، 6 منها كانت طبيعية، و6 كانت لاضطراب المشيمة الملتصقة، وتم إجراء تحاليل جينية لما يقارب 31,406 خلية فردية، وإنشاء خريطة جينية متكاملة لفهم أكبر حول أسباب هذه الحالة، وكيفية اكتشافها بدقة، وإيجاد طرق علاجية ناجحة لها.
مؤلفو الدراسة
بالإضافة إلى الدكتورة يلدا أفشار والدكتورة ديبورا كراكو، يشمل المؤلفون المشاركون من جامعة UCLA كل من:
- الدكتورة أوفيليا ين.
- أنهيو جيونغ.
- غوادالوبي مارتينيز.
- الدكتور فييانغ ما.
- الدكتورة الصيدلانية كريستين جانج.
- سارة طاباطبائي.
- الدكتور هسيان-رونغ تسينج.
- الدكتورة يازهين زو.
- الدكتور ين.
المؤلفون المشاركون من مركز سيدارز-سايناي الطبي:
- الدكتورة جينا كيم.
- الدكتور سونج يونج يو.
18 فبراير 2024