الأطباء الأعزاء: كنت سعيدًا عندما رأيت في الأخبار أن الطماطم تساعد في تعزيز ميكروبيوم الأمعاء، وأنا أحب الطماطم لكن زوجتي تعتقد أنها تجعل التهاب المفاصل أكثر سوءًا، لذلك أود معرفة المزيد عن هذا البحث الذي يؤيد تناول الطماطم.
القارئ العزيز: تاريخ الطماطم مثير للاهتمام، فبالرغم من أنها فاكهة، لكن الكثير من الناس لديهم اعتقاد خاطئ باعتبارها نوعًا من أنواع الخضار، ورغم أنها من أصل أمريكي جنوبي وفقًا للمؤرخين، وتم استخدامها من قبل حضارة المايا القديمة، إلا أن الكثير من الأشخاص لديهم بعض المخاوف من تناولها، وذلك لأنها مصنفة على أنها من عائلة الباذنجانيات، وبعض النباتات في هذه العائلة تعد سامة، إذ كان يُعتقد قديمًا في الولايات المتحدة الأمريكية حتى منتصف القرن التاسع عشر أن الطماطم سامة.
حتى يومنا هذا لا يزال الخلاف حول الطماطم مستمرًا، فبالرغم من أن الطماطم تُعد عنصرًا أساسيًا في المطبخ العالمي، إلا أن الاعتقاد بأنها تساهم في جعل التهاب المفاصل الروماتويدي أسوأ لا زال متداولًا بين الأفراد، حيث وجد ارتباطٌ ما بين الطماطم وخضروات الباذنجانيات على وجه الخصوص بالالتهاب، وذلك باعتبارها عاملًا مساهمًا في الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ويُعزى هذا الاعتقاد إلى وجود مادة السولانين السامة (Solanine) في نباتات مختلفة تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات، بما فيها البطاطس غير الناضجة والباذنجان والطماطم، لكن لا بدّ من التنويه أنه لا يوجد حتى الآن دليل يدعم وجود رابط بينها وبين الالتهاب، إذ فشلت العديد من الدراسات في الكشف عن أي دليل على أن تناول خضروات الباذنجانيات قد يترتب عليه الإصابة بالالتهاب، وبذلك افترض العديد من الخبراء أنها ليست سببًا مباشرًا لحدوث الالتهاب إلا أنها قد يكون لها دور في جعل حالة أولئك الذين يعانون بالفعل من الالتهاب أكثر سوءًا.
عزيزي القارئ تعد الطماطم مصدرًا غنيًا بمادة الليكوبين (Lycopene)، والتي تُعد أحد مضادات الأكسدة القوية، كما أنها مصدر غني للفلافونويدات، والمواد الكيميائية النباتية، وفيتامين ج، وفيتامين ك، وحمض الفوليك، كما وُجد أنه من الممكن ربط النظام الغذائي الذي يحتوي على الطماطم بالتقليل من خطر الإصابة بالعديد من الأورام الخبيثة، وتحسين التحكم والسيطرة على السكر في الدم، بالإضافة إلى التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والآن يشير بحث علمي جديد إلى أن الطماطم قد تساهم في تعزيز صحة الأمعاء أيضًا.
قرر الباحثون في جامعة ولاية أوهايو التحقيق في تأثير الطماطم على ميكروبيوم الأمعاء، لذلك قاموا بإجراء بحث تم فيه استخدام الخنازير؛ وذلك لأن سماتها الجينية والفسيولوجية مشابهة جدًا للإنسان. حيث تناولت مجموعة واحدة من الخنازير نظامًا غذائيًا يتكون من 10٪ من مسحوق الطماطم المجفف، والمجموعة الأخرى تناولت نفس النظام الغذائي لكن بدون الطماطم، وبعد أسبوعين من التجربة لُوحظ أن لدى المجموعة التي تناولت الطماطم زيادة ملحوظة في أعداد وتنوع الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في أمعائهم، وهذه هي السمات المميزة لصحة الأمعاء، أما المجموعة الثانية التي لم تتناول الطماطم في نظامها الغذائي فلم تظهر نفس التغييرات عليها. على الرغم من هذه النتيجة من المهم التنويه إلى أن هذه الدراسة كانت صغيرة جدًا وقصيرة، وتشير إلى وجود تأثير مفيد من الطماطم لكنها لا تثبت ذلك.
24 أبريل 2023