أظهرت دراسة سريرية جديدة في المرحلة الثالثة أنه من الممكن أن يساهم هذا العلاج الكيميائي الجديد والمكون من 4 عقاقير في زيادة فرصة بقاء مرضى سرطان البنكرياس من نوع (Pancreatic Ductal Adenocarcinoma) على قيد الحياة، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويشكل 90% من حالات سرطان البنكرياس، وذلك بالمقارنة مع علاج آخر مكوّن من عقارين فقط. جدير بالذكر أن هذه الدراسة تعتبر أول دراسة لمرض سرطان البنكرياس التي تبين من خلالها احتمالية علاج مرضى هذا النوع من السرطان وزيادة فرصة بقائهم على قيد الحياة.
حيث قال الدكتور زيف واينبرج (Dr. Zev Wainberg) المدير المشارك لبرنامج UCLA لصحة أورام الجهاز الهضمي، والباحث في مركز UCLA Jonsson الشامل للسرطان، والمؤلف الأول للملخص الشفوي الذي قام بوصف النتائج المقدمة في ندوة ASCO من أجل سرطان الجهاز الهضمي، في 20 يناير في سان فرانسيسكو: “هنالك العديد من العلاجات الكيميائية المختلفة التي يتم استخدامها من أجل علاج سرطان البنكرياس النقلي في المرحلة الرابعة والذي تم تشخيصه مؤخرًا، إلا أن هنالك عددًا قليلًا من المعلومات والمقارنات العلمية التي قد تساعد في توضيح أيّ نظام علاجي من الممكن أن يكون له دور في زيادة فرصة نجاة المرضى وإطالة بقائهم على قيد الحياة.” وأضاف: “قد تساعد هذه التجارب والدراسات في الإجابة عن الأسئلة الهامة فيما يخص علاجات سرطان البنكرياس”.
من أجل الوصول إلى هذه النتائج، تم اختيار 770 مريضًا بشكل عشوائي، ثم تم تقسيم المرضى إلى مجموعتين على النحو الآتي:
- المجموعة الأولى: خضع المرضى فيها إلى العلاج الكيميائي المكون من 4 عقاقير.
- المجموعة الثانية: فقد خضع المرضى فيها لنظام العلاج الكيمائي المكون من عقارين.
وقد لُوحظ أن المجموعة الأولى التي أعطيت علاجًا كيميائيًا مكونًا من 4 عقاقير كان معدل بقائهم على قيد الحياة أعلى من المجموعة الثانية، بحيث بلغ معدل الحياة للمجموعة الأولى 11.2 شهرًا، بينما بلغت الفترة للمجموعة الثانية 9.2 شهرًا. إضافة إلى ذلك وجد أن سرعة تقدم المرض لدى المرضى في المجموعة الأولى كان أبطأ، بحيث كانت المرحلة التي استقر فيها وضعهم ولم يزدد المرض لديهم سوءًا حوالي 7 أشهر مقارنة ب 5 أشهر لمرضى المجموعة الثانية.
أما بالنسبة للآثار الجانبية، فقد لوحظ أن الأفراد الذين خضعوا للعلاج الكيميائي المكوّن من 4 عقاقير عانوا من بعض المضاعفات، مثل الإسهال، والغثيان، وانخفاض مستوى البوتاسيوم، في حين أن الأفراد الذين خضعوا للعلاج الكيميائي المكون من عقارين قد عانوا من فقر الدم، وانخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء.
للتوضيح فإن نظام العلاج الكيميائي المكون من 4 عقاقير يتكون من كل من الآتي:
- ليبوسوم إيرينوتيكان (Liposomal irinotecan)
- 5 فلورويوراسيل/ لوكوفورين (5-fluorouracil/leucovorin)
- أوكساليبلاتين (Oxaliplatin)
حيث يُشار لهذه العقاقير معًا باسم NALIRIFOX. في حين أن العلاج الكيميائي المكون من عقارين يتكون من:
- ناب-باكليتاكسيل (Nab-paclitaxel)
- جيمسيتابين (Gemcitabine).
وقال الدكتور واينبرج موضحًا: “هذه الدراسة قد أشارت إلى أن استخدام نهج أو نظام العلاج الكيميائي الأكثر قسوة وشدة يجب أن يتم إخضاعه فقط للمرضى القادرين على تحمله.” وأضاف: “لطالما عُرف سرطان البنكرياس المنتشر في المرحلة الرابعة بأنه من السرطانات التي من الصعب علاجها، لكن هذه الدراسة تمثل معيارًا مرجعيًا جديدًا محتملاً للعلاج الحالي وللأبحاث المستقبلية وتطوير الأدوية في هذا الصدد.”
جدير بالذكر أن الدراسة السريرية هذه شملت مرضى من أكثر من 25 دولة مختلفة حول العالم، مع وجود الدكتورة إيلين أورايلي (Eileen O’Reilly) أخصائية سرطان الجهاز الهضمي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان كمحقق أول في التجربة.
27 أبريل 2023