قدّمت التكنولوجيا الطبية مؤخراً العديد من الخيارات الجديدة التي تساعد على سيطرة أفضل على السكري من النوع الأول خاصة للأطفال، من أهم هذه الابتكارات:
- جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM).
- مضخة الإنسولين.
إذا تم تشخيص ابنك أو ابنتك مؤخراً بالسكري من النوع الأول، فمن الطبيعي أن يكون لديك العديد من الأسئلة حول هذه الأجهزة، وكيف يمكن أن تساعد على إدارة المرض بشكل أفضل.
ما هو مرض السكري من النوع الأول؟
يتميّز النوع الأول من السكري بأنّ الجسم ينتج كمية قليلة جداً من الإنسولين أو لا ينتجه نهائياً، وهو نوع السكري الشائع بين الأطفال واليافعين، وسببه أنّ الجهاز المناعي هاجم عن طريق الخطأ الخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس.
دون كمية كافية من الإنسولين، ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية الخطيرة على المدى الطويل إن لم يُعالج، مثل الحماض الكيتوني السكري، وتلف الأعصاب، والعمى، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
لماذا مراقبة نسبة السكر في الدم مهمة؟
نظرًا لأنّ الجسم لا ينتج الإنسولين بشكل كافٍ في مرض السكري من النوع الأول، يحتاج المصابون إلى إعطاء أنفسهم حقن الإنسولين بشكل منتظم، بالإضافة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار للمساعدة على تحديد وقت الحاجة للإنسولين، والتعرّف على كيفية تأثر مستويات السكر في الدم بالطعام، والنشاط، والإنسولين نفسه، وهنا تأتي أهمية الأجهزة الحديثة التي تساعد في إدارة هذه الحالة.
جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)
- جهاز CGM: جهاز يرتديه الشخص لقياس مستويات السكر في الدم بشكل مستمر طوال اليوم، ثم تُرسل المعلومات لاسلكيًا إلى تطبيق على الهاتف الذكي، أو ساعة ذكية، أو جهاز استقبال خاص.
يظل الجهاز مثبتًا لفترة تتراوح بين بضعة أسابيع إلى أشهر حسب نوع الجهاز المستخدم.
- الفوائد:
- يوفر صورة أوضح لتقلبات السكر في الدم على مدار اليوم مقارنةً بفحص وخز الإصبع المتكرر.
- يقلل من الحاجة إلى وخز الإصبع المتكرر.
- يساعد على تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم.
- العيوب:
- مكلف نوعًا ما مقارنة بأجهزة الوخز التقليدية.
- الحاجة إلى فحص وخز الإصبع: على الرغم من قدرة جهاز CGM على قياس مستويات السكر في الدم بشكل مستمر، إلا أنه لا يُلغي الحاجة إلى فحص وخز الإصبع بشكل دوري، خاصةً للتأكد من دقة قراءات الجهاز وضبطه.
مضخة الإنسولين
- مضخة الإنسولين: جهاز يرتديه الشخص لتوصيل الإنسولين تحت الجلد بشكل مستمر، بدلاً من الحقن التقليدية، ويمكن برمجتها لتلبية احتياجات كل مُصاب بالسكري بشكل فردي ومتغير على مدار اليوم.
- الفوائد:
تقلّد مضخة الإنسولين عملية إنتاج الإنسولين الطبيعية في الجسم بشكل أفضل من الحقن التقليدية، وذلك عن طريق توفير تدفق مستمر من الإنسولين على مدار اليوم والليل، مما يُساهم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم أكثر ثباتًا. بالإضافة إلى ذلك، تسمح بإعطاء جرعات إضافية من الإنسولين عند الحاجة.
- العيوب:
- مكلفة نوعًا ما.
- تتوفر فقط مع أنواع الإنسولين سريعة المفعول.
- برمجتها واستخدامها أكثر تعقيدًا من الحقن التقليدية.
- تُستخدم المضخة عادةً إلى جانب جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)، وهذا الدمج بين الجهازين يُتيح دقة أعلى في تحديد جرعات الإنسولين بشكل أكثر مرونة مع تقليل عدد الحقن.
الخلاصة
على الرغم من أن كلاً من جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر ومضخة الإنسولين يمثلان تقدماً كبيراً في إدارة مرض السكري وتحسين حياة المصابين، إلا أنهما قد لا يكونان مناسبين للجميع، حيث تتطلب هذه الأجهزة مستوى معينًا من الالتزام والمهارة في الاستخدام، كما أنّ لها بعض العيوب التي قد تحد من استخدامها.
لذلك، فإن القرار النهائي بشأن استخدام هذه الأجهزة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك قدرة المُصاب على التعامل مع هذه التقنيات بنجاح. من المهم مناقشة خيارات العلاج مع الطبيب المختص لتحديد ما إذا كان استخدامها مناسباً حسب الحالة.
27 مايو 2024