لا يقتصر سر اللياقة البدنية على النظام الغذائي والتمارين الرياضية فقط، بل يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا هامًا في تحسينها أيضاً. فما هي ميكروبيوم الأمعاء؟ وما هي العلاقة بينها وبين أدائك الرياضي؟
ما هي ميكروبيوم الأمعاء؟
تشمل ميكروبيوم الأمعاء جميع الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء، بما في ذلك البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، وغيرها، وهي لها دور هام في الحفاظ على صحتنا بشكل عام.
يلعب هذا العالم الحيوي حلقة وصل بين الأمعاء والدماغ بسبب كثرة العوامل المختلفة التي يتعرّض لها، حيث يقوم بجمع وإرسال المعلومات بين الأمعاء والدماغ. “إنه كيان ديناميكي يتغير ويتكيف باستمرار مع أنماطنا الغذائية وحسب المعلومات التي يجمعها”، يقول أخصائي التغذية في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس د. مايكل سي. جارسيا عن ميكروبيوم الأمعاء.
دور الرياضة في تحسين صحة ميكروبيوم الأمعاء
يوجد علاقة متبادلة بين الرياضة وميكروبيوم الأمعاء. من جهة، يُعتقد أن صحة ميكروبيوم الأمعاء قد يكون لها دور في تحسين الأداء الرياضي وصحة القلب والأوعية الدموية. ومن جهة أخرى، أن ممارسة الرياضة نفسها قد تشجّع على توازن الميكروبيوم الصحي داخل الأمعاء.
1- دور ميكروبيوم الأمعاء في تحسين الأداء الرياضي
كنا نظن أن تأثير ميكروبيوم الأمعاء يقتصر على معالجة وهضم الطعام فقط، لكن هل فكرت يوماً عما يحصل للنواتج الثانوية لهذه العملية؟ يبحث العلماء الآن في هذه النواتج، ويسعون لفهم أكبر حول كيف يمكن أن تؤثر في صحة القلب والأوعية الدموية أو الأداء البدني.
2- دور الرياضة في صحة ميكروبيوم الأمعاء
تُعدّ التمارين الرياضية “عامل ضغط بيئي إيجابي” يُغيّر توازن ميكروبيوم الأمعاء بشكل مفيد. والأنواع المختلفة من التمارين، مثل: الكارديو وتمارين القوة، قد يكون لها تأثيرات مختلفة في ميكروبيوم الأمعاء، مما يوحي بأن اتباع روتين رياضي متنوع قد يشجع على بناء ميكروبيوم صحي ومتنوع.
تُظهر الدراسات الحديثة أن ممارسة التمارين عالية الكثافة لمدة 30 إلى 90 دقيقة ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع، لمدة لا تقل عن ثمانية أسابيع، قد تُغيّر تكوين ميكروبيوم الأمعاء بشكل إيجابي، لكن تأثيرها قد يختلف بين الأشخاص. هذا الاكتشاف هو شهادة على قابلية الميكروبيوم على التغير والتكيف استجابةً لخيارات نمط حياتنا.
التنوع هو السر في صحة الميكروبيوم
يُعدّ الجمع بين ممارسة الرياضة بانتظام والنظام الغذائي المتوازن المفتاح للحصول على ميكروبيوم صحي وقوي، ويتضمن النظام الغذائي الصحي: الأطعمة الكاملة، البروتينات، الدهون الصحية، الألياف بشكل خاص من الخضراوات والفواكه التي تُساعد على تغذية البكتيريا الجيدة. يعزز هذا التنوع الغذائي الأداء الرياضي من خلال تحسين صحة ميكروبيوم الأمعاء، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على تحفيزك للبقاء نشيطاً.
تحقيق مستويات جديدة من اللياقة البدنية
من خلال تعزيز ميكروبيوم متنوع ومتوازن من خلال مزيج من النظام الغذائي الجيد، والتمارين المتنوعة، وخيارات نمط الحياة الصحية، مثل النوم الجيد، تجنب التدخين والتوتر، واستهلاك مصادر البروبيوتيك والبريبايوتيك، يمكننا الوصول إلى مستويات جديدة من اللياقة البدنية.
8 يوليو 2024