علاج عقيدات الغدة الدرقية

تشير التقديرات إلى أنّ نصف البالغين الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر مصابون بعقيدات الغدة الدرقية، فما هي عقيدات الغدة الدرقية؟ وما علاجها؟

بدايةً، ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدة صمّاء تُشبه الفراشة، وتقع في الجزء السفلي الأمامي من الرقبة، فوق عظمة الترقوة مباشرة، تُنتج العديد من الهرمونات الضرورية لتنظيم معدل الأيض (حرق السعرات الحرارية)، كما تؤثر في عمليات الجسم المختلفة، بما في ذلك النمو والتطور، ووظيفة القلب، والعضلات، والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى نمو الدماغ وصحّة العظام.

ما هي عقيدات الغدة الدرقية؟

عُقيدات الغدة الدرقية (Thyroid nodules) هي نمو غير طبيعي في الغدة، يظهر على شكل زوائد صغيرة صلبة أو مملوءة بالسوائل تتكوّن داخل فصوص الغدة الدرقية، تظهر بشكل أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، فكما أشرنا، يصاب بها 50% من البالغين بعمر 45 عامًا أو أكثر. يجدر بالذكر أنّ أمراض الغدة الدرقية، بما في ذلك العقيدات، تنتشر بشكل شائع أيضاً بين المصابين الحاليين أو السابقين بأمراض الكلى.

أعراض عقيدات الغدة الدرقية

لا تُسبّب العُقيدات أي أعراض ملحوظة إلّا إذا كان حجمها كبيرًا، في هذه الحالة، قد تسبب عدم الراحة عند البلع، أو الشعور بالضيق أثناء الاستلقاء أو عند ارتداء ربطة عنق ضيقة، كما قد تؤدي إلى صعوبة التنفس. في بعض الحالات، يمكن أن تُسبّب العقيدات الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وهنا تظهر أعراض فرط نشاط الغدة.

تشخيص عقيدات الغدة الدرقية

يتم تشخيص العقيدات من خلال تقييم وفحوصات شاملة، تتضمن:

1. فحوصات التصوير: مثل تصوير الغدة بالموجات فوق الصوتية.
2. تحاليل الدم: التي تكشف عن مستوى هرمونات ووظائف الغدة الدرقية.
3. الخزعة: في حال الاشتباه بوجود ورم خبيث، وتُسحب الخزعة بإبرة رفيعة عبر الرقبة وصولاً للغدة.

علاج عقيدات الغدة الدرقية

معظم حالات عقيدات الغدة الدرقية حميدة لا تسبب أعراضاً، ولا تؤثر في وظيفة الغدة الدرقية، لذلك غالباً لا تتطلب العلاج أو الاستئصال، ولكن حسب الحالة، إن احتاجت علاجاً، فإنّه يكون بالجراحة أو العلاج باليود المشع، كما يمكن استخدام الاستئصال الراديوي، الذي يحقق نتائج جيدة، وهو أقل تدخلاً من الأساليب الأخرى.

الاستئصال الراديوي لعلاج عقيدات الغدة الدرقية

أحد خيارات علاج عقيدات الغدة الدرقية هو الاستئصال الراديوي، والذي يعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية لتوليد الحرارة، وبالتالي تدمير النسيج غير الطبيعي في الغدة الدرقية، بهدف تقليل حجم العقيدة أو إزالتها بأكملها، مما يقلل من الأعراض، ويصحّح الاضطرابات الوظيفية.

هل الاستئصال الراديوي يناسب الجميع؟

هناك بعض الحالات التي لا يناسبها هذا الإجراء، بما في ذلك:

1. الحوامل.
2. الأفراد الذين يستخدمون جهاز تنظيم ضربات القلب.
3. إذا كانت أنسجة العقيدات قريبة من مكان حرج، مثل الأوعية الدموية الرئيسية أو المريء أو الأعصاب التي تتحكّم بالحبال الصوتية.

21 ديسمبر 2023