علماء يكشفون كيف تؤثر الأحلام في مزاجك، مشاعرك، وذاكرتك!

8 يوليو 2024

لطالما حيرت الأحلام العلماء الذين يسعون جاهدين لفهم ماهيتها وسبب حدوثها. ما نعلمه اليوم أن الأحلام ليست مجرد تسلية أثناء النوم، بل لها غرض أكبر وأعمق من ذلك.

فهم وظائف وأهمية الأحلام يساعدك على تفسيرها بشكل أفضل، وقد يكون ذلك الدافع الذي تحتاجه للحصول على قسط أكبر من النوم.

متى نحلم أثناء النوم؟

نمر خلال النوم بأربع مراحل تتكرر عدة مرات ليلاً، ويمكن أن تحدث الأحلام خلال أي مرحلة من هذه المراحل، لكن معظمها يحدث في مرحلة النوم الأخيرة وهي مرحلة حركة العين السريعة (REM)، مع كل دورة نوم جديدة، تزداد مدة نوم حركة العين السريعة، وهذا يعني أن معظم أحلامك تحدث في النصف الثاني من فترة النوم.

تكون الأحلام أكثر تفاعلاً وعاطفية خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة، وهي الأحلام التي نتذكرها غالبًا، حيث تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستيقظون خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة يتذكرون أحلامهم بنسبة تتراوح بين 60% و 90%، بينما تنخفض نسبة تذكر الأحلام بشكل كبير عند الاستيقاظ من مراحل النوم الأخرى، لتصل إلى 20% إلى 50% فقط.

أهمية الأحلام: ماذا يحدث لنا عندما نحلم؟

يستمر دماغك في معالجة المعلومات حتى أثناء النوم – وهذا أحد الأسباب التي تجعلك تحتاج إلى النوم. تؤثر كمية المعالجة التي تتم في هذه العملية، والأمور التي تحلم بها على صحتك النفسية، دون أن تدري.

الأحلام وتأثيرها في المزاج الصباحي

يعتقد الباحثون أنّ الأحلام تؤثر في مزاجك عند الاستيقاظ. في إحدى الدراسات، أشار أكثر من 40% من المشاركين أن الأحلام تؤثر في مزاجهم الصباحي مرة واحدة على الأقل شهرياً.

يمكن أن يحدد محتوى حلمك ما إذا كان مزاجك سيكون جيدًا أم سيئًا:

  1. عادة ما تتبع المشاعر السلبية أحلامًا عن الموت، أو القلق، أو الجسد، أو الأحلام التي تكون فيها وحيداً.
  2. أما المشاعر الإيجابية، فتميل إلى الظهور بعد أحلام تتعلق بالمشاعر الإيجابية، والترفيه، وتناول الطعام أو الشراب، والأحلام التي تكون فيها برفقة الآخرين.

المساعدة على معالجة المشاعر

عقلك لا يتوقف عن العمل وأنت نائم، بل يستمر في معالجة كل ما مررت به خلال اليوم. يعتبر الخبراء أن معالجة المشاعر والأحاسيس تعتمد بشكل كبير على النوم، خاصة خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM) التي تحدث فيها معظم الأحلام.

فأثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، تنخفض مستويات النورأدرينالين، وهو ناقل عصبي يثير الشعور بالقلق، وهذا يعني أن دماغك يمكنه إعادة النظر ومعالجة الذكريات المزعجة في مساحة آمنة (أحلامك) دون أن تثير هذه الذكريات قلقًا لديك.

التدريب على تحسين الاستجابة العاطفية للمواقف العصيبة

تقترح نظرية محاكاة التهديد (Threat Simulation Theory) أن الأحلام تعمل كساحة تدريب للمواقف الصعبة والمهددة في الحياة الواقعية. وفقًا لهذه النظرية، تسمح الأحلام لدماغك بالتدرب على هذه المواقف، وتحديد المخاطر المحتملة منها، ومعرفة كيفية تجنبها.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون بانتظام لمواقف تهديد يتعرضون لأحلام أكثر إزعاجًا. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يواجهون تهديدات صعبة في حياتهم اليومية يميلون إلى الحلم أكثر من الأطفال الذين لا يتعرضون لمثل هذه الأحداث – ومن المرجح أن تتضمن أحلامهم مواقف عصيبة.

تعزيز الذاكرة

على الرغم من أن الأحلام لا تعكس بالضرورة أحداث يومك حرفيًا، فإنها تقدم وعاءً سرديًا لتلك الأحداث، إذ يستخدم دماغك ​​قصص أحلامك لإعادة بناء وتسجيل ذكرياتك اليومية، ومن ثم تصنيف المعلومات وتنظيمها وفقًا لأهميتها المحتملة في المستقبل.

غالبًا ما تكون الأحلام المرتبطة بنوم حركة العين السريعة مليئة بالمشاعر القوية، ويعتقد العلماء أن هذه المشاعر تلعب دورًا حيويًا في تقوية الروابط العصبية داخل دماغك، وتعزيز الذاكرة.

وهذا قد يفسر الرابط بين قلة الحصول على نوم عميق (نوم حركة العين السريعة) وضعف الذاكرة، إلا أن الصلة الدقيقة بينهما ما زالت قيد الدراسة.

كيف تحصل على المزيد من النوم الصحي؟

يساعد الحصول على قسط أكبر من النوم، وخاصة نوم حركة العين السريعة (REM)، جسمك على معالجة المشاعر والذكريات بشكل أفضل. لكن بما أن نوم حركة العين السريعة هو المرحلة الأخيرة من النوم، فهو أيضًا أول مرحلة تُقطع إذا لم تحصل على نوم كافٍ.

يحتاج الأطفال والرضّع إلى المزيد من نوم حركة العين السريعة لتطور دماغهم، بينما يحتاج البالغون في المتوسط إلى ساعتين منها فقط ليلاً. قد تكون تحصل على نوم أقل في هذه المرحلة إذا كان لديك مشكلة تتداخل معها، مثل:

  1. استخدام بعض الأدوية: مثل تلك المستخدمة لعلاج القلق والاكتئاب.
  2. المعاناة من انقطاع النفس الانسدادي النومي: الذي غالبًا ما يقلل من مدة الوقت الذي تقضيه في النوم بمرحلة حركة العين السريعة.
  3. اضطرابات النوم: بما في ذلك النوم القهري، واضطراب نوم حركة العين السريعة.

لضمان حصولك على نوم جيد وكافٍ، من المهم التدرب على عادات نوم صحية، واستشارة الطبيب إذا لاحظت مشاكل متكررة في النوم.

8 يوليو 2024