غير الحمل: ما أسباب تأخر الدورة الشهرية؟

7 فبراير 2024

تحيض المرأة حوالي 500 مرة خلال حياتها منذ البلوغ وحتى الوصول لسنّ انقطاع الطمث (سن اليأس). تُعتبر الدورة الشهرية الزائر الشهري الذي تستقبله المرأة بموعد منتظم كل 21 إلى 45 يوماً، بمتوسط 28 يومًا.

على الرغم من اختلاف النمط الطبيعي لكل أنثى عن الأخرى، إلا أنّ الدورة الشهرية عادة ما تستقر بانتظام معين على مر الوقت. لذلك، إذا تعطل هذا الانتظام، فغالبًا هناك سبب لذلك.

أسباب تأخر الدورة الشهرية غير الحمل

تتضمن الأسباب الشائعة لتأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل:

1- بداية البلوغ

من الطبيعي أن تكون الدورة الشهرية غير منتظمة عندما تبدأ لأول مرة في مرحلة البلوغ لدى الفتيات، ويمكن أن يستمر عدم انتظامها مدة تصل إلى 6 سنوات. يحدث ذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تشهدها الفتاة خلال فترة المراهقة والبلوغ. بعد هذه الفترة، يستقر جسم المرأة، وتصبح الدورة الشهرية أكثر انتظامًا، وقد يتأثر هذا الانتظام بالحمل فقط.

2- الاقتراب من سن انقطاع الطمث

من الطبيعي أن يختلّ انتظام الدورة الشهرية عندما تبدأ المرأة بالاقتراب من سن اليأس.

 تصل النساء لسن اليأس في الفترة الواقعة بين عمر 45-55 عاماً، بمتوسط عمري يبلغ 52 عامًا تقريبًا، ولكن انقطاع الطمث لا يحدث فجأة، فمع الاقتراب من سن اليأس تتغير الدورة الشهرية على مرحلتين:

1- دورات شهرية غير منتظمة في البداية.

2- ثم تصبح الدورة تتأخر كثيراً لما يزيد عن 60 يومًا متواصلًا.

بعد ذلك ينقطع الطمث تماماً، ونقول بأنّ المرأة قد دخلت في سن اليأس، إذا كانت في الخمسينات من العمر، وانقطع الطمث لديها تماماً منذ سنة كاملة.

ملاحظة: حوالي 5% من السيدات يتعرضن للإياس المبكر (انقطاع الطمث المبكر)، وهي حالة تتمثل بانقطاع الدورة الشهرية على عمر مبكر؛ أي في بداية الأربعينيات بين عمر 40 و 45 عاماً.

3- التوتر

يؤثر التوتر على جسمكِ بعدة طرق، حيث يمكن أن يؤدي إلى تغيير نمط نومك، وعاداتك الغذائية، وأدائك بشكل عام. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التوتر على دورتك الشهرية، ويُسبب تأخرها خاصةً عند السيدات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20-40 عامًا حسب نتائج الأبحاث.

وحقيقةً، يمكن أن يُسبب التوتر المستمر لفترات طويلة (التوتر المزمن) إلى تفويت دورة الحيض تماماً، فخلال فترات التوتر يزيد إفراز هرمون الكورتيزول، مما يؤثر على الغدة تحت المهاد، المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية.

 

4- تغيرات الوزن المفاجئة

تؤثر التغيرات المفاجئة في الوزن، سواء بزيادته أو فقدانه بشكل سريع، على انتظام الدورة الشهرية لدى العديد من السيدات. يمكن تفسير هذه التغيرات على النحو الآتي:

  1. فقدان الوزن

تعاني السيدات اللواتي يُعانين من وزن منخفض أو المصابات باضطرابات الأكل، أو اللواتي خسرن عدّة كيلوغرامات بسرعة من اضطرابات في التبويض، تؤثر على انتظام الدورة الشهرية. يحدث ذلك لأنّ عدم الحصول على العناصر الغذائية الضرورية أو عدم امتصاصها بشكل صحيح من الجسم يؤثر في إنتاج الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية.

  1. زيادة الوزن

تؤدي السمنة وزيادة الوزن إلى خلل في توازن الهرمونات الأنثوية، مثل هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي لتأخر أو تفويت الدورة الشهرية.

5- موانع الحمل الهرمونية

وذلك تحديداً في أول 2-3 أشهر من بدء أو إيقاف أو تغيير وسيلة منع الحمل الهرمونية؛ إذ تعتمد معظم وسائل منع الحمل على الهرمونات لمنع الإباضة، وبالتالي الحمل، مما يؤثر في انتظام الدورة الشهرية عند بدء استخدامها وإيقافها. 

غالباً تنتظم الدورة الشهرية بعد 3 أشهر أو أكثر من استخدام وسيلة منع الحمل الهرمونية، ولكن توجد بعض الوسائل التي تُسبب دورات شهرية خفيفة أو توقف الدورة الشهرية تمامًا طوال فترة الاستخدام، مثل:

  1. زرعات منع الحمل.
  2. اللولب الهرموني.
  3. حبوب منع الحمل الصغيرة (التي تحتوي على البروجستيرون فقط).

إذا كنتِ تستخدمين اللولب، وتوقفت دورتك الشهرية تماماً، يجب أن تراجعي الطبيب، فهناك احتمال بسيط لحدوث حمل خارج الرحم.

6- متلازمة تكيس المبايض

عندما تُعاني المرأة من زيادة مستويات هرمون الذكورة في الدم، قد يكن مصابات بمتلازمة تكيس المبايض. وهي حالة تُسبب تكوّن تكيّسات مملوءة بالسوائل على المبايض، وهو ما يتسبب بتوقف عملية الإباضة، الأمر الذي يؤدي إلى دورات حيض غير منتظمة أو توقفها بشكل كامل.

وإضافةً إلى عدم انتظام أو تفويت الدورة الشهرية، يمكن أن تظهر الأعراض التالية:

  1. حب الشباب، خاصةً على الوجه، والصدر، والظهر.
  2. تغير في لون الجلد، خاصةً في منطقة الإبط والرقبة (طيات الجلد).
  3. الشعرانية أو زيادة نمو الشعر في مناطق غير مرغوب فيها.
  4. زوائد جلدية صغيرة على الرقبة والجزء العلوي من الجسم.
  5. زيادة الوزن أو مواجهة صعوبة في فقدان الوزن الزائد.

7- مشاكل الغدة الدرقية

اضطراب عمل الغدة الدرقية، سواء كان بخمولها أو فرط نشاطها يؤثر في انتظام الدورة الشهرية، وقد يؤدي لتوقفها؛ وذلك لأنّ هرمونات الغدة الدرقية تساعد على تنظيم عمليات النمو والتطور لدى المرأة.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورًا رئيسيًا في عملية الأيض، (وهي العملية التي يحصل فيها الجسم على الطاقة من الطعام)، الأمر الذي يتسبب في معاناة المرأة من تغيرات ملحوظة في الوزن (سواء زيادته أو نقصانه) وهو ما يمكن أن يؤثر أيضًا على انتظام الدورة الشهرية.

8- قصور المبيض الأولي

يؤثر قصور المبيض الأولي في 1% من السيدات تحت سن الأربعين، حيث يتوقف المبيضان عن العمل بشكل طبيعي، وبالتالي لا يفرز الكميات الطبيعية من هرمون الإستروجين، أو لا ينتج البويضات بصورة منتظمة، الأمر الذي يتسبب في حدوث دورات حيض غير منتظمة أو حتى تفويتها. يجدر بالذكر أنّ هذه الحالة مختلفة عن انقطاع الطمث المبكر.

9- بعض الأمراض المزمنة

إضافة لاضطرابات الغدة الدرقية، توجد بعض الأمراض المزمنة التي تؤثر في الدورة الشهرية مباشرة، مثل:

  1. مرض السيلياك.
  2. السكري.
  3. مرض التهاب الحوض (PID).

وفي بعض الأحيان قد تؤثر الأدوية المستخدمة لعلاج بعض المشاكل المزمنة في الدورة الشهرية، فتسبب عدم انتظامها أو تفويتها، ومن الأمثلة عليها:

  1. مضادات الصرع.
  2. مضادات الذهان.
  3. مضادات الاكتئاب.
  4. العلاج الكيماوي.
  5. أدوية الغدة الدرقية.

متى يجب عليكِ التواصل مع الطبيب؟

الخطوة الأولى بعد تأخر الدورة الشهرية أو تفويتها هو استبعاد الحمل، وفي حال كانت نتيجة اختبار الحمل سلبية، أو لم تمارسي الجماع منذ آخر دورة شهرية لك، يُفضل أن تتواصلي مع الطبيب، الذي سيراجع تاريخك الصحي، ويسألك عن أي أعراض مرافقة، ويجري لك تحاليل دم إذا كان ضروريًا.

ولحسن الحظ، فإنّ معظم الأسباب الكامنة وراء تأخر الدورة الشهرية يمكن علاجها بسهولة، لذلك احرصي على تتبع دورتك الشهرية لتتمكني من مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي مشكلة لتحصلي على العلاج المناسب.

7 فبراير 2024