فحص دم بسيط للتنبؤ بحدوث جلطة دماغية أو تراجع في القدرات العقلية

8 يوليو 2024

وفقًا لدراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، يمكن أن يوفر اختبار دم بسيط للأطباء طريقة لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجلطة الدماغية أو التراجع في القدرات العقلية خلال حياتهم.

توصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة “Stroke” إلى أن اختبار دم يقيس تركيز مجموعة من الجزيئات الالتهابية في الدم، يمكن أن يسمح للأطباء بحساب درجة مخاطر الإصابة بداء الأوعية الدموية الصغيرة بالمخ، وهو سبب شائع للجلطة الدماغية ويساهم في التراجع المعرفي خاصة بين كبار السن.

القيود الحالية والنهج الجديد

الطريقة التقليدية والوحيدة حالياً لتشخيص أمراض الأوعية الدموية الدماغية تعتمد على مزيج من التصوير الطبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتاريخ العائلي، وتقييم عوامل أخرى. تحدد هذه الطريقة المرضى المعرضين للخطر فقط بعد حدوث سكتة دماغية أو حدث دماغي تحذيري، بينما يمكن أن يقدم اختبار الدم الجديد، إذا تم التحقق من صحته، طريقة وقائية مبكرة وأكثر سهولة. وذلك وفقاً للدكتور جيسون هينمان، كبير مؤلفي الدراسة والباحث في مركز UCLA لعلاج الأمراض الدماغية الوعائية الشامل ومركز ماري إس. إيستون للأبحاث والرعاية لمرض ألزهايمر.

وقال هينمان: “على غرار استخدام تحاليل الكوليسترول لتقييم مخاطر الإصابة بنوبة قلبية في المستقبل، ليس لدينا مثل تحاليل الدم هذه لتقدير احتمالية الإصابة بجلطة دماغية مستقبلاً. أعتقد أنه سيصبح بإمكاننا الاستفادة من تحاليل الدم لتقييم مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية، دون أن يقتصر الأمر على فحوصات التصوير المتقدمة وتقييمات المختصّين”.

النتائج الرئيسية للدراسة

  1. ركزت الدراسة على شبكة الإنترلوكين -18 (IL-18)، وهي مجموعة من الجزيئات الالتهابية المرتبطة بمرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة ومخاطر السكتة الدماغية.
  2. أظهر قياس مزيج من خمسة جزيئات محددة في شبكة IL-18 نتائج أكثر موثوقية من القياسات الفردية للجزيئات.
  3. بشكل عام، ارتبطت درجات المخاطر المرتفعة بزيادة خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 51٪ وأدت إلى تنبؤات تشخيصية أفضل مقارنة بأدوات تقييم المخاطر الموجودة حالياً.
  4. كان لدى الأشخاص الذين نتائج تحاليلهم ضمن الربع الأعلى (أعلى 25%) من حيث الخطورة، فرصة تصل إلى 84% للإصابة بجلطة دماغية خلال حياتهم.

خلفية الدراسة

ركزت الدراسة على شبكة مرتبطة بيولوجيًا من الجزيئات الالتهابية تعرف بشبكة الإنترلوكين -18 (IL-18)، والتي تشمل البروتينات وجزيئات الإشارات المستخدمة لمحاربة الالتهابات المختلفة.

وقد ربطت الدراسات السابقة جزيئات فردية في شبكة الإنترلوكين -18 بداء الأوعية الدموية الصغيرة بالمخ وخطر الإصابة بالجلطة الدماغية، ولكن يمكن أن يتذبذب تركيز هذه الجزيئات الفردية استجابة لأمراض أخرى مثل الإنفلونزا أو أمراض المناعة الذاتية، مما يجعلها غير موثوقة في التنبؤ بخطر الإصابة بالجلطة الدماغية على المستوى الفردي، وفقًا للدكتور هينمان.

وفي عام 2020، وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا بما فيهم هينمان أنّ 6 جزيئات في شبكة الإنترلوكين -18 مرتبطة بوجود إصابات دماغية وعائية أثناء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.

استنادًا إلى هذه النتائج، سعى هينمان في هذا المنشور الأخير إلى تحديد ما إذا كان يمكن استخدام شبكة الإنترلوكين -18 لتقييم قابلية الشخص للإصابة بالجلطة الدماغية أو التراجع المعرفي.

لاختبار ذلك، استخدم الباحثون بيانات صحية من دراسة طويلة الأمد تُعرف باسم دراسة Framingham Heart Study. وقد تتبعت هذه الدراسة التاريخ الطبي لآلاف السكان في مدينة فرمنغهام بولاية ماساتشوستس على مدار حياتهم منذ إطلاقها في عام 1948. وتم تحليل عينات الدم المأخوذة من المشاركين لخمسة من الجزيئات الستة التي تم تحديدها لاحقًا على أنها ضمن شبكة الإنترلوكين -18.

باستخدام عينات الدم والتواريخ الطبية لمشاركين Framingham، تمكن هينمان والمؤلف المشارك من إنشاء نموذج رياضي يولد درجة مخاطر بناءً على تركيزات جزيئات شبكة الإنترلوكين -18. من بين أكثر من 2200 من سكان Framingham المشمولين في دراسة هينمان، كان لدى أولئك الذين كانت درجات مخاطرهم في أعلى 25٪ فرصة 84٪ للإصابة بجلطة دماغية خلال حياتهم. بشكل عام، ارتبطت درجات المخاطر المرتفعة بزيادة خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 51٪ وأدت إلى تنبؤات تشخيصية مقارنة بأدوات تقييم المخاطر الموجودة.

ما لا يزال غير واضح ويتطلب مزيدًا من الدراسة هو كيفية أو ما إذا كان يمكن تعديل أو تقليل درجة مخاطر الشخص، كما قال هينمان.

وأكد هينمان: “التحدي الحقيقي هو أن تعرف هل أنت معرض للخطر قبل أن تتعرض لحدث ما؟” “هذا ما نرغب جميعًا في القيام به هو منع حدوث جلطة دماغية قبل حدوثها.

8 يوليو 2024