تُعاني 10% من السيدات من سكري الحمل، وهو ما يزيد من خطر إصابتهن ببعض المشاكل الصحية خلال وبعد فترة الحمل، ويزيد من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وفقاً للإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
لحسن الحظ، معظم السيدات المصابات بسكري الحمل يكملن حملهنّ بشكل طبيعي ويلدن أطفالًا أصحاء عند تلقيهن الرعاية الطبية المناسبة خلال فترة الحمل.
ما هو سكري الحمل؟
سكري الحمل هو حالة ترتفع فيها مستويات السكر في الدم فوق معدلها الطبيعي خلال فترة الحمل فقط ويختفي عادةً بعد الولادة. يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن خلال فترة الحمل، مما يؤدي إلى قلة إفراز هرمون الإنسولين وزيادة مقاومة الخلايا للإنسولين مما يؤثر على كيفية استخدام الخلايا للجلوكوز ويُسبب ارتفاعه في الدم.
من هنّ السيدات الأكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل؟
يزيد سكري الحمل من فرصة إصابتك ببعض المشاكل الصحية، مثل: ولادة طفل بوزن كبير، والولادة المبكرة، وتسمم الحمل (وهي ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل).
أيّ حامل يمكن أن تصاب بسكري الحمل، لكن بعض السيدات أكثر عرضة للإصابة به من غيرهن، ومنهنّ:
- اللواتي تزيد أعمارهنّ عن 25 عامًا.
- من تنتمي لبعض الأعراق، مثل: الأمريكان الأفارقة، الآسيويين الشرقيين، الأمريكان الأصل، الإسبان.
- من لديها تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟
لا يُسبب سكري الحمل أي أعراض، لذلك من الضروري أن تخضع جميع الحوامل لفحص روتيني للكشف عن سكري الحمل مرة على الأقل خلال فترة حملها. يُفضل إجراء الفحص في الثلث الثاني من الحمل، عادةً بين الأسبوع 24-28، أو أبكر من ذلك إذا كانت الحامل معرضة لزيادة فرصة الإصابة بسكري الحمل.
يوجد نوعان من فحوصات الكشف عن سكري الحمل، يختار الطبيب النوع المناسب تبعًا لعوامل الخطر لديك، وعمرك، وصحتك العامة، وهما:
- فحص تحدي الجلوكوز (Glucose challenge test): يُطلب منك شرب محلول الجلوكوز الذي يحتوي على كمية معينة من السكر والانتظار مدة ساعة، ثم يتم سحب عينة دم وفحص مستويات السكر. إذا كانت نتيجة الفحص طبيعية فهذا يعني أنك غير مصابة بسكري الحمل، أما إذا كانت نتيجتك غير طبيعية فعليك إجراء المزيد من الفحوصات.
- فحص تحمل الجلوكوز (Glucose tolerance test): إذا كانت نتيجة فحصك الأول مرتفعة، فسيطلب منك الطبيب إجراء هذه الفحص الذي يتم بالخطوات الآتية:
- يُطلب منك الصيام طوال الليل ويتم قياس مستوى السكر الصيامي عند وصولك المختبر.
- سيطلب منك الطبيب شرب محلول الجلوكوز (نفس المحلول السابق) والانتظار مدة ساعة.
- يتم سحب عينة دم لفحص مستويات السكر بعد ساعة، ساعتين، 3 ساعات.
كيف تقللين فرصة إصابتك بسكري الحمل؟
إليك بعض الإرشادات التي يمكنك اتباعها قبل وخلال فترة الحمل لتقليل فرصة إصابتك بسكري الحمل:
- خسارة الوزن الزائد: إنّ خسارة الوزن الزائد قبل اتخاذ قرار الحمل هو أهم خطوة لوقايتك من الإصابة بسكري الحمل.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول طعام صحي يحتوي على كميات جيدة من الخضروات والحبوب الكاملة مع تقليل كمية السكريات خلال فترة الحمل يُساهم في السيطرة على مستويات السكر في الدم.
- ممارسة التمارين الرياضية: فالرياضة خلال فترة الحمل تنظم الوزن وتقلل مستويات السكر في الدم.
كيف تحمين نفسك من الإصابة بمرض السكري المزمن؟
في حال إصابتك بسكري الحمل، عادةً ما يعود سكر الدم إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة بفترة قصيرة، ومع ذلك 50% من السيدات معرضات لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في وقت لاحقٍ من الحياة إذا لم يعتنين بصحتهنّ ونظامهنّ الغذائي جيدًا.
لذلك إذا تم تشخيصك بسكري الحمل يحدد لك الطبيب موعداً لقياس مستوى السكر بعد 6-12 أسبوعاً من الولادة للتأكد من عودته للمستوى الطبيعي، ويوصيك بقياس السكر مرة كل 1-3 سنوات مدى الحياة.
أهم خطوة عليك اتخاذها للوقاية من الإصابة بمرض السكري (المزمن) بعد الولادة هي خسارة الوزن الزائد المكتسب خلال فترة الحمل، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تناول طعام صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
18 يناير 2024