تعدّ التهابات المسالك البولية مشكلة شائعة يمكن علاجها بالالتزام بخطة علاجية يحددها الطبيب، لكن هذا لا يمنع القلق بشأنها، فهذه المشكلة التي تصيب السيدات بنسبة 60% مقارنة بالرجال، لكن عند إهمالها، قد تصبح مهددة للحياة، إذ يمكن أن تؤدي إلى عدوى الكلى أو المثانة، وقد تسبب تعفن الدم، ما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء. لكن الخبر السار هو أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بها بتطبيق بعض التعليمات الوقائية والممارسات البسيطة.
ما الذي يسبّب التهابات المسالك البولية؟
يحدث التهاب أو عدوى المسالك البولية عندما تدخل بكتيريا ضارة إلى أي جزء منها، إما عن طريق المستقيم أو عن طريق الجلد، وتشمل أجزاء المسالك البولية:
- مجرى البول: وهو الأنبوب الذي يحمل البول خارج الجسم.
- المثانة: وهو العضو الذي يقوم بتخزين البول.
- الكلى: والتي تعمل على إزالة الماء والفضلات من الدم لتكوين البول.
تزداد احتمالية الإصابة بهذه العدوى لدى الإناث نظرًا لطبيعة تكوين مجرى البول لديهنّ، حيث يكون أقصر وأقرب إلى المستقيم مقارنةً بالذكور، الأمر الذي يجعل دخول البكتيريا أكثر سهولة. أما بالنسبة للرجال فقد تزيد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات معينة مثل تضخّم البروستاتا، حيث تتكوّن لديهم بيئة مناسبة لنموّ البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية نظرًا لتعرضهم إلى احتباس البول.
7 خطوات مهمة للوقاية من التهاب المسالك البولية
بدلًا من إهمال الأمر والاضطرار لاحقًا إلى البحث عن علاجات مناسبة، يمكن الوقاية من التهابات المسالك البولية باتباع 7 خطوات أساسية يُنصح باتباعها لتجنّب الإصابة قبل حدوثها، وتزداد أهمية اتباع هذه النصائح بالنسبة للسيدات الحوامل، حيث يمكن أن تشكّل العدوى البكتيرية المسبّبة لالتهاب المسالك أكثر خطورة أثناء الحمل، إذ يمكن أن تسبب مشاكل صحية عديدة قد تؤدي إلى الولادة المبكّرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
لذلك من الضروري تطبيق التعليمات التالية لتقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية:
- 1. شرب الماء
يساعد الحفاظ على ترطيب الجسم من خلال شرب كميات كافية من الماء كل يوم على الوقاية من التهابات المسالك البولية، وذلك من خلال طريقتين:
- التقليل من البكتيريا الضارة في المسالك البولية.
- طرد هذه البكتيريا من المسالك البولية.
وفي هذا الشأن، أُجريت دراسة على أكثر من 100 شخص مصاب بالتهابات المسالك البولية المتكررة، ووجدت أن زيادة تناول السوائل يوميًا لفترة تمتد إلى 12 شهرًا، ساهم في التقليل من تكرار الإصابة بالعدوى بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بالمشاركين الذين لم يقوموا بزيادة كمية السوائل التي يتناولونها.
كيف تعرف أنك لا تحصل على ما يكفي من السوائل؟ ببساطة تفقّد لون البول، فإذا كان لونه أصفر باهتًا، فتأكد أنك تشرب الماء بكمية كافية وتتمتع بصحة جيدة، أما إذا كان لون البول داكنًا أو أغمق من الطبيعي، فهذه إشارة إلى أنك بحاجة لزيادة كمية السوائل اليومية.
- 2. الاهتمام بالنظافة
في معظم الأحيان، تنتقل البكتيريا المسببة لالتهابات المسالك البولية عن طريق البراز والمستقيم، ولذلك فإن عدم الاهتمام الكافي بنظافة المنطقة يمكن أن يزيد احتمالية الإصابة، لهذا السبب يجب الحرص على المسح والتنظيف الجيد بعد قضاء الحاجة باستخدام منديل نظيف وتمريره من الأمام إلى الخلف، مع الانتباه لضرورة عدم مسح المنطقة بالمنديل نفسه مرتين.
وبمناسبة الحديث عن النظافة، من المهم تطبيق الممارسات التالية أيضًا للحدّ من فرص الإصابة بالتهابات المسالك البولية:
- الحرص على تقليل مدة الاستحمام لمنع بكتيريا الجلد من أن تلوّث المياه وتدخل إلى مجرى البول.
- إذا كان ذلك ممكنًا، يفضّل أن تستخدم السيدات السدادات القطنية بدلًا من الفوط الصحية للحفاظ على جفاف فتحة المثانة وتقليل خطر نمو البكتيريا.
- 3. تجنّب حبس البول
يُنصح بالتبول بشكل متكرر خلال اليوم من أجل تجنّب حبس البول وما يتبعه من مخاطر صحية، بما في ذلك إضعاف المثانة وعدم القدرة على إفراغها بشكل كامل، وخلق بيئة خصبة للبكتيريا الضارة وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- 4. ارتداء ملابس داخلية مناسبة
يمكن أن تكون الملابس الداخلية سببًا في الإصابة بالتهابات المسالك البولية، خاصة عندما تكون ضيّقة أو مصنوعة من أقمشة لا تسمح بالتنفّس، مما يزيد نسبة التعرّق وتراكم الرطوبة وتكوين بيئة خصبة للبكتيريا، ولذلك ينصح بارتداء ملابس قطنية غير ضيقة، مع الحرص على تغييرها بشكل منتظم، وتغيير النوعية في حال الإحساس بأنها تسبب تعرق المنطقة.
- 5. التبول بعد العلاقة الحميمية
في بعض الأحيان، يمكن أن تسبب العلاقة الحميمية بين الزوجين حدوث التهابات المسالك البولية، حيث من المحتمل دخول البكتيريا الموجودة في منطقة الأعضاء التناسلية والشرج إلى مجرى البول والمسالك البولية، ولذلك يُنصح بالتبوّل بعد ممارسة العلاقة للتخلص من أي بكتيريا قبل أن تنتقل إلى مجرى البول.
للحدّ من خطر الإصابة المرتبط بالعلاقة الحميمية، يمكن تطبيق التالي:
- تجنّب استخدام الجلّ الذي يعمل على قتل الحيوانات المنوية، لكونه يقوم أيضًا بقتل البكتيريا النافعة.
- شرب كوب أو كوبين من الماء بعد العلاقة الحميمية، لتقليل أي بكتيريا قد تدخل إلى المسالك البولية.
- الاستحمام قبل ممارسة العلاقة مع الشريك للتقليل من تواجد البكتيريا على الجسم.
- ارتداء الزوج للواقي الذكري، حيث يمكن أن يساعد على حماية مجرى البول عند الذكور.
- 6. تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
البروبيوتيك هي عبارة عن بكتيريا جيدة ومفيدة للجسم، تساعد على زيادة أعداد البكتيريا النافعة في الجسم، مما يقلل من فرص تكاثر البكتيريا الضارة، ويمكن أن يوصي الطبيب بالحصول عليها، أو تناولها من خلال بعض الأطعمة مثل:
- اللبن الزبادي: لكونه يحتوي على بكتيريا حية ونشطة.
- الأطعمة المخمّرة: مثل خل التفاح والمخللات وحساء الميسو.
- 7. استخدام هرمون الإستروجين المهبلي
تعدّ التهابات المسالك البولية المتكررة من الأمراض الشائعة بين السيدات في مرحلة انقطاع الطمث أو ما يُعرف بـ “سن اليأس”، حيث تنخفض مستويات هرمون الإستروجين في هذه المرحلة، مما يؤثر على توازن البكتيريا الموجودة في المثانة والمهبل، فتصبح أنسجة المهبل أكثر جفافًا من السابق، وتصبح أقل قدرة على مقاومة البكتيريا ومنعها من الدخول إلى مجرى البول.
لذلك، يمكن أن ينصح الطبيب في هذه المرحلة باستخدام الإستروجين المهبلي، والذي يعمل على استعادة مرونة أنسجة المهبل والحفاظ على صحة ميكروبيوم المهبل ليشكّل بيئة صالحة لنمو البكتيريا الجيدة وبالتالي تقليل احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
الأعراض الشائعة لالتهابات المسالك البولية
إذا كنت تتساءل حول العلامات التي يمكن أن تكون مؤشرًا على إصابتك بالتهابات المسالك البولية، فعليك الانتباه للأعراض الشائعة التي قد تظهر عند الإصابة، والتي تعدّ بمثابة جرس إنذار لضرورة استشارة الطبيب والحصول على العلاج المبكر قبل أن يصبح الأمر أكثر سوءًا.
تشمل أعراض التهابات المسالك البولية ما يلي:
- ملاحظة وجود دم في البول
- الإحساس بحرقان أو ألم عند التبول
- الشعور بضغط أو ألم أو تشنّج شديد في أسفل البطن
- الحاجة المتكررة للتبول
- الإحساس برغبة شديدة في التبول على الرغم من عدم وجود كمية كافية من البول في المثانة
عند ملاحظة واحدة أو أكثر من الأعراض السابقة، ينبغي استشارة الطبيب على الفور، حيث سيقوم بتقييم الحالة وإجراء فحوصات أخرى أو يطلب إجراء اختبار للبول لتحديد خطة العلاج المناسبة.
إذا كنت مصابًا بالتهابات المسالك البولية: تعليمات هامّة
عند تشخيص الإصابة بالتهابات المسالك البولية، يمكن أن تساعد التعليمات التالية على التخلص من الالتهاب.
- شرب المزيد من الماء بهدف التشجيع على التبول.
- إفراغ المثانة بالذهاب إلى الحمام كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
- الالتزام بالمضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب للقضاء على الالتهاب.
أما إذا كنت تعاني من التهابات المسالك البولية المتكررة، فمن المهم استشارة طبيبك لوضع خطة علاج ووقاية مناسبة لحالتك، حيث قد يوصي الطبيب في هذه الحالة بتناول أدوية معينة للوقاية أو مضادات حيوية تساعد المثانة على التعافي وتهيّئ بيئة بكتيرية صحية.
الخطوة الأهم من أجل صحّتك!
إذا لاحظت وجود أيّ من أعراض التهاب المسالك البولية لديك، فلا تتردد في التواصل مع طبيبك المعالج للحصول على المشورة الطبية اللازمة.
16 فبراير 2025