لطالما اعتقد العلماء أنّ هناك علاقة بين القلق والتوتر والقولون العصبي (IBS). في هذا المقال، سنلقي الضوء على العلاقة بين التوتر ومتلازمة القولون العصبي، ونستعرض نتائج الأبحاث الحديثة حول هذا الموضوع.
بدايةً، ما هي متلازمة القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب شائع في الجهاز الهضمي يتميز بأعراض مثل آلام البطن، والانتفاخ، والإمساك، والإسهال، وتغيرات في حركة الأمعاء، دون وجود سبب واضح. هذه الأعراض تتراوح في شدّتها بين الخفيفة المزعجة فقط إلى الشديدة التي تؤثّر في الحياة اليومية.
هل تعاني من هذه الأعراض؟ حسنًا، لست وحدك! تصيب هذه المتلازمة 15% من الأشخاص حول العالم، وهي أكثر شيوعاً بين الأشخاص أقل من 50 عامًا والنساء. ولكن لأنّ الأعراض ليست مهددة للحياة، فإن الكثير من الناس لا يهتمّون بالتشخيص، وهذا يعني أنّ نسبة الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي ربما تكون أعلى من ذلك.
كيف يربط العلم بين التوتر ومتلازمة القولون العصبي؟
بحثت الدراسات السابقة في الإجهاد الجسدي كمحفز للقولون العصبي، وركّزت حول أسباب القولون العصبي على العدوى المعوية والتغييرات في تكوين وسلوك ميكروبيوم الأمعاء. ولكن، إلى جانب ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى وجود عنصر هام آخر يلعب دورًا هامًا في تطوّر هذه الحالة، ألا وهو التوتر. ما حقيقة ذلك؟
دراسة جديدة تكشف العلاقة بين التوتر ومتلازمة القولون العصبي
أجرى باحثون في طوكيو تجربة فريدة، حيث وضعوا فئرانًا في مواقف اجتماعية مسببة للتوتر والإجهاد النفسي لمدة 10 دقائق يوميًا طيلة 10 أيام، دون أي ضغوط جسدية، وراقبوا تأثير ذلك. وكان هناك مجموعة الفئران الضابطة، لم تتعرض لأي عوامل ضغط اجتماعية؛ لا نفسيًّا ولا جسديًّا.
أظهرت الدراسة أنّ التعرض المتكرر للتوتر والإجهاد النفسي أدى إلى تطوير أعراض شبيهة بأعراض القولون العصبي لدى هذه الفئران، بما في ذلك:
- زيادة مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول).
- تغيرات في حركة الأمعاء.
- زيادة الحساسية لآلام البطن.
الأمر المثير للاهتمام أن هذه الأعراض استمرت حتى بعد أسابيع من انتهاء التجربة، كما لم تعاني مجموعة الفئران الضابطة من أي من هذه التغييرات الجسدية، مما يشير إلى تأثير عميق محتمل للتوتر على صحة الأمعاء.
محدودية نتائج الدراسة
هذه الدراسة أُجرِيَت على الفئران، ولا تُفسّر بدقّة الصّلة بين التوتر ومتلازمة القولون العصبي لدى البشر (بين الدماغ والأمعاء). ومع ذلك، فهي تشير إلى أن التوتر قد يلعب دورًا، وتقترح طرقًا جديدة للبحث في أسباب المتلازمة.
نصائح للتعامل مع القولون العصبي
بينما لا يُعد التوتر سببًا مباشرًا لمتلازمة القولون العصبي، إلا أنه يلعب دورًا هامًا في تفاقمها. لذلك، فإن التحكم في مستويات التوتر يُعد استراتيجية أساسية في إدارة هذه الحالة. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
- إدارة التوتر: هناك العديد من الطرق للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة، والتأمل، واليوغا، وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
- النظام الغذائي: تناول نظام غذائي صحي غني بالألياف والفواكه والخضروات، وتجنب الأطعمة التي تزيد من أعراض القولون العصبي، مثل: الكافيين والأطعمة الدهنية والحارة.
- النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم ضروري لصحة الجسم بشكل عام، بما في ذلك الجهاز الهضمي.
- العلاجات: هناك العديد من الأدوية وطرق العلاج المساعدة على تخفيف أعراض القولون العصبي.
خاتمة
يُعد القولون العصبي اضطرابًا شائعًا في الجهاز الهضمي يمكن أن يكون له تأثير كبير في نوعية الحياة. يلعب التوتر دورًا هامًا في تفاقم أعراض القولون العصبي، ولكن هناك العديد من الطرق للتعامل مع التوتر وتحسين الأعراض.
11 يوليو 2024