كشف بحث شامل حلّل نتائج مئات الدراسات المتعلقة بأسباب السكري وأحدث علاجاته، عن تقدم ملحوظ في فهمنا لمرض السكري وطرق علاجه، ومع استمرار الأبحاث، يمكننا توقع ظهور علاجات أكثر فعالية ووسائل أفضل للوقاية من هذا المرض المزمن.
تعرّف على أهم النقاط التي تناولتها الدراسة.
أرقام وإحصائيات
- أنواع السكري ونسبة الإصابة بها: السكري من النوع الثاني وهو النوع الأكثر شيوعًا (يشكل 96% تقريباً من الحالات)، وهو نوع السكري المرتبط بالسمنة والنظام الغذائي غير الصحي، بينما يشكل النوع الأول من مرض السكري أقل من 5% من الحالات، وهو النوع الذي يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة للبنكرياس بالخطأ.
- عدد المصابين بالسكري عالمياً: بلغ عدد مرضى السكري عام 2021 حوالي 529 مليون شخص، أي ما يعادل 6.1% من سكان العالم (أي أنّ 1 من كل 16 شخص في العالم مصاب بالسكري).
- انتشار عالمي متزايد: تشير الأرقام إلى تزايد مطّرد في عدد المصابين بالسكري عالميًّا، مع توقعات بارتفاع كبير في العدد خلال العقود القادمة ليصل إلى 1.31 مليارًا بحلول عام 2050. مع وصول نسبة الإصابة إلى 16.8% من السكان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط و11.3% في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
أسباب متعددة
يؤكد البحث على دور العوامل الوراثية، والجهاز العصبي، وتفاعل أعضاء مختلفة من الجسم مع بعضها في حدوث مرض السكري، فضلاً عن دور العوامل الاجتماعية والحياتية مثل نوعية الغذاء وتلوث الهواء.
علاجات وابتكارات واعدة
رغم التحديات، أظهرت الأبحاث تقدماً ملحوظًا في إدارة وعلاج مرض السكري، ومن أبرزها:
1- دواء نجح في تأخير تطوّر النوع الأول من السكري لمدة تصل إلى عامين ونصف.
أظهرت دراسة أجريت عام 2019 أن كورس علاجي قصير مدته 14 يوماً من دواءً يُسمى “تيبليزوماب” استطاع تأخير تطوّر مرض السكري من النوع الأول لمدة سنتين، وفي دراسة تالية عام 2021، تبين أنّ تأخير تطور المرض قد يصل إلى 32.5 شهرًا.
2- الإنسولين وأجهزة قياس السكر: تطورات مستمرة
أدى التقدم في علاجات الإنسولين، ومضخات الإنسولين، وأجهزة مراقبة السكر المستمرة (أجهزة تقيس السكر بشكل مستمر طوال اليوم دون الحاجة لوخز الإصبع)، إلى تحسين نوعية حياة ونتائج مرضى السكري من النوع الأول.
3- الخلايا الجذعية: مستقبل واعد لعلاج السكري
يتم البحث في استخدام الخلايا الجذعية لاستعادة خلايا البنكرياس التالفة، ما يعني أنّها أحد أبرز الآمال في علاج السكري.
4- بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني: أدوية جديدة بفوائد مهمة
- أدوية السكري التي ظهرت في العشرين سنة الأخيرة مثل حقن أوزمبيك ومونجارو ساهمت في السيطرة على مستوى السكر دون زيادة الوزن وخطورة أقل لحدوث نوبات هبوط السكر.
- أظهرت تجارب سريرية فعالية هذه الأدوية في علاج السمنة وحالات معينة من فشل القلب، وانقطاع النفس النومي ويتم الآن اختبارها لعلاج أمراض أخرى، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها دورها في تقليل الوزن والالتهاب في الجسم.
- كما يتم تطوير علاجات مخصصة تستهدف أسباب المرض على المستوى الجزيئي.
يرى الباحثون أن التقدم في العلاج يفتح الباب أمام الوقاية من مرض السكري من النوع الأول وعلاج النوع الثاني بطرق أفضل تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى.
أهمية الدراسة
- يُعد هذا البحث مرجعًا مهمًا للأطباء والباحثين، حيث يقدم أحدث المعلومات حول مرض السكري واتجاهاته المستقبلية.
- شمل البحث مئات الدراسات التي تناولت أسباب مرض السكري والعلاجات الحديثة له.
- أظهرت النتائج وجود تقدم كبير في العلاجات التي يمكن أن تساعد في الوقاية وعلاج مرض السكري الذي يصيب مئات الملايين حول العالم. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها.
الباحثون المشاركون في الدراسة
نشرت هذه الدراسة البحثية في عدد خاص بمجلة Cell، وشارك فيها:
- المؤلف الرئيسي الدكتور إي ديل آبل، رئيس قسم الطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
- آنا غلوين من جامعة ستانفورد.
- كارميلا إيفانز مولينا من جامعة إنديانا.
- جوشوا جوزيف من جامعة ولاية أوهايو.
- شيفاني ميسرا من إمبريال كوليدج لندن.
- أوتبال باجفاني من جامعة كولومبيا.
- جوديث سيمكوكس من جامعة ويسكونسن ماديسون.
- كاتالين سوزتاك من جامعة بنسلفانيا.
- دانييل دراكر من جامعة تورنتو.
18 أغسطس 2024