الأطباء الأعزاء: أشترت لي ابنة أخي بطانية ثقيلة (Weighted blankets) في عيد ميلادي، وأخبرتني أنها تساعد على النوم، سأعترف أنني كنت متشككة في ذلك، لكن بعد استخدامها لمدة شهر، أعتقد أنها قد تكون على حق، فبدلاً من الاستيقاظ عدة مرات في الليل، لم أعد أجد صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا في الليل، فهل هذا بسبب البطانية؟
القارئ العزيز: انتشرت البطانيات الثقيلة في السنوات الأخيرة، وصممت في البداية كأداة علاجية لمساعدة أولئك الذين يعانون من حالات مثل التوحد، حيث يمكن أن يكون القلق من الأعراض المتكررة في مثل هذه الحالات.
يتميز الجزء الداخلي من البطانية الثقيلة بأنه مبطن بمواد ثقيلة، على عكس البطانية العادية التي تتكون بالكامل من القماش، ويمكن أن تكون هذه المواد الثقيلة مصنوعة من الزجاج أو البلاستيك أو المعدن، أو يمكن أن تكون مواد طبيعية مثل الأرز أو الحبوب أو الفاصوليا أو الرمل، ويتم وضع هذه الحشوات وخياطتها في قنوات أو جيوب بطريقة توزع وزنها بالتساوي في جميع أنحاء البطانية.
تضع البطانية الثقيلة ضغطًا خفيفًا متساويًا على كامل جسم الشخص الذي يستخدمها، ويشير أخصائيو العلاج الوظيفي إلى هذا باسم ضغط اللمس العميق، ووفقًا للأبحاث فإن هذا النوع من الضغط يحفز مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في الوظائف التلقائية بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس والهضم، ويستخدم ضغط اللمس العميق على الأشخاص الذين يعانون من مجموعة متنوعة من الاضطرابات الحسية، وغالبًا ما يحقق نتائج إيجابية.
وجدت الدراسات التي تبحث في البطانيات الثقيلة على مر السنين مجموعة متنوعة من المزايا المحتملة، وهي تشمل الحد من القلق لدى بعض الشباب المصابين بأمراض نفسية، وتخفيف الأرق لدى البالغين المصابين بالاكتئاب والقلق واضطرابات نقص الانتباه، وتحسين النوم لدى كبار السن، كما قال الباحثون إن الأشخاص الذين خضعوا لاختبارات كانوا قادرين على النوم براحة أكبر، والاستيقاظ بشكل أقل تكرارًا، وكانوا أكثر هدوءًا أثناء اليوم.
قد يرتبط استخدام البطانيات الثقيلة بزيادة في إنتاج الميلاتونين وفقًا لدراسة سويدية حديثة، وهو هرمون ضروري لدورة النوم والاستيقاظ، واكتشف الباحثون أن استخدام البطانية الثقيلة في الليل يزيد من إنتاج الميلاتونين في عينة من 26 من الشباب الذين لم يواجهوا مشاكل في النوم من قبل، وعلى الرغم من أن الدراسة كانت متواضعة ومختصرة، فإن الاستنتاجات تحرك الحديث حول البطانيات الثقيلة في اتجاه مثير للاهتمام.
يُنصح عمومًا باستخدام بطانية ثقيلة تزن 10٪ أو أقل من إجمالي وزن جسم الشخص، أما مادة الحشوة هي مسألة تفضيل شخصي، ويجب التنويه إلى أن البطانيات الثقيلة ليست مناسبة للجميع، فلا يجب أن يستخدمها شخص لا يقدر على نزع البطانية بنفسه، وهذا يضمن الرضع والأطفال الصغار وكبار السن أو الأشخاص الضعفاء، كما قد لا تكون مناسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 والربو وتوقف التنفس أثناء النوم وانخفاض ضغط الدم ومشاكل الدورة الدموية.
10 أبريل 2023