أظهرت أحد البحوث الجديدة إمكانية الاستعانة ببعض فحوصات شبكية العين للمساعدة في الكشف عن مرض ألزهايمر مبكرًا.
في الوقت الحالي يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات التشخيصية لمرض ألزهايمر عند التأكد من أن المريض يُعاني من حالة التدهور المعرفي فقط، وتشمل طرق التشخيص هذه:
- التقييمات المعرفية والوظيفية.
- تصوير الدماغ.
- الاختبارات العصبية.
إلا أن الأطباء المختصين في يومٍ ما سيكون لديهم القدرة على تشخيص هذا النوع من المشاكل الصحية قبل سنوات من ظهور المضاعفات المترتبة عليه، والتي سيعتمد تطبيقها بشكل أساسي على إجراء بعض فحوصات العين.
حيث أظهرت بعض الأبحاث الجديدة التي تم إجراؤها على الأشخاص المتوفين وجود بعض البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر في عيون المصابين بهذا المرض، وتبين أن كمية هذه البروتينات تتناسب تناسبًا طرديًا مع شدة التراجع في القدرات الإدراكية والعقلية لدى المصابين. إلى جانب ذلك وجد الباحثون في هذه الدراسة أن كمية البروتين الذي يُعرف بالأميلويد (Amyloid) الموجود في شبكية العين يتناسب تناسبًا طرديًا مع شدة الضرر الحاصل على الدماغ.
حيث إن الدكتور سيمون لو (Simon Law) أحد أطباء العيون في جامعة (UCLA) وضح قائلًا: “بالرغم من أن العلماء بحثوا لمعرفة العلاقة بين الدماغ والعين منذ سنوات، إلا أن هذه الدراسة تعد أول دراسة وضحت العلاقة بين كمية البروتينات الموجودة في شبكية العين وبين مرض ألزهايمر”.
حيث استطاعت نتائج هذه الدراسة الجديدة توفير بعض المعلومات الجوهرية التي تُوضح كيفية تفاعل شبكية العين مع تطور مرض ألزهايمر، كما أوضح الباحثون إمكانية اكتشاف التشوهات التي تحدث خلال تطور المرض، بما فيها التشوهات الجزيئية، والخلوية، وحتى الهيكلية، وذلك في المراحل المبكرة من المرض.
إلا أن الدكتور لو أشار إلى أنه وبالرغم من النتائج الواعدة لا زال هنالك العديد من التساؤلات التي لا بدّ من الإجابة عليها قبل القيام بتطبيق هذه الدراسة سريريًا، مثالًا على ذلك: هل في حال تم اكتشاف بروتينات الأميلويد في العين فإن الفرد يُعد مصابًا بمرض ألزهايمر المصحوب بالأعراض المرضية؟
وأضاف قائلًا: “إن نتائج هذا البحث يمكن اعتبارها أساسًا للقيام بالمزيد من البحوث والدراسات الأخرى في المستقبل لفهم دور هذه الفحوصات التشخيصية في تحديد كميات بروتين الأميلويد في شبكية العين، إلى جانب أهميتها في المساعدة على علاج هذا النوع من الأمراض في مراحله المبكرة وقبل تطوره.”
كما قال الدكتور لو: “من المهم الآن الحرص على فهم العلاقة التي تربط بين الدماغ والعين، لدورها في تشخيص مرض ألزهايمر، إلى جانب أهميتها في تطوير بعض الأدوية الجديدة التي ستسمح بعلاج هذا المرض في مراحله المبكرة عوضاً عن الانتظار حتى يصل إلى مراحل متقدمة”.
https://www.uclahealth.org/news/what-eyes-say-about-alzheimers-disease
10 يوليو 2023