قصر النظر شائع جداً بين الأشخاص من كل الأعمار، وإن كنت تلاحظ أنّ عدداً أكبر من الأشخاص يرتدون نظارات طبية، فأنت على حقّ! نسب الإصابة بقصر النظر قد تضاعفت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الـ 30 سنة الماضية، وبما في ذلك بين الأطفال.
يحدث قصر النظر عندما يزداد طول مقلة العين أكثر من اللازم، مما يتسبب بتقوّس عدسة القرنية (وهي الجزء الشفاف الخارجي من العين) إلى حد زائد عن الطبيعي.
هذا التقوّس يؤثر في الطريقة التي ينكسر بها الضوء، ويتركّز على الشبكية، مما يجعل الأشياء البعيدة تبدو مشوشة أو غير واضحة (الشبكية هي طبقة الخلايا التي تحول الضوء إلى إشارات دماغية تكوّن الرؤية).
علامات قصر النظر عند الأطفال
الأطفال الأكبر سناً عادة سيلاحظون اختلافاً في الرؤية، ويشتكون من ضبابية الرؤية لديهم وعدم وضوحها، كأن يخبروك بأنّهم يواجهون صعوبة في رؤية اللوح في غرفة الصفّ، أو أنّ الشاشة غير واضحة في قاعة السينما.
ولكن عندما يتعلّق الأمر بالأطفال الأصغر سناً، فينبغي أن تكون أكثر يقظة وانتباهاً للعلامات الخفيّة التي قد تدل على مواجهتهم لصعوبة في الرؤية بوضوح من بعد، والتي قد تتضمن:
- حمل الكتب، والألعاب، والأجهزة اللوحية بشكل قريب جداً لوجوههم.
- فرك أعينهم.
- الجلوس قرب التلفاز.
- اضطرارهم للتحديق أو التركيز الشديد عند محاولة رؤية شيء عن بعد.
إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من قصر النظر– أو أشار لذلك فحص روتيني خضع له في المدرسة، أو في عيادة طبيب، فاحرص على مراجعة طبيب للعيون؛ سواء كان طبيب عيون مختص (طبيب متخصص في أمراض العيون) أو أخصائي بصريات (الشخص المتخصص بفحص النظر ووصف النظارات أو العدسات)، فكلاهما يمكنهما تشخيص مشكلة قصر النظر عند طفلك، ووصف نظارة عيون أو عدسات لاصقة له إن تطلب الأمر.
لماذا يتزايد انتشار قصر النظر بين الأطفال؟
قصر النظر عادة جيني، بما معنى إن كان أحد الوالدين مصاباً بقصر النظر تزداد احتمالية إصابة الطفل به أيضاً، ولكن العامل الوراثي وحده لا يفسر سبب تزايد انتشار قصر النظر بين الأطفال، إحدى النظريات تقول إن الوقت الذي يقضيه الأطفال منحنون على هواتفهم، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر، يؤثر في كيفية تطوّر أعينهم.
فالتركيز على شاشات قريبة لساعات يومياً قد يؤثر في وظيفة العيون، فبدلاً من التنقل بسهولة بين الرؤية القريبة والبعيدة، تصبح الرؤية البعيدة ضبابية باستمرار.
كيفية تقي طفلك من الإصابة بقصر النظر؟
التعرّض للشاشات أصبح واقعاً لا يمكن تجنبه من حياتنا وحياة أطفالنا، ولكن، توجد طرق للتخفيف من الآثار الضارة للشاشات على رؤية أطفالنا، مثل:
- 1. التشجيع على الأنشطة الخارجية: قضاء المزيد من الوقت في الخارج تحت أشعة الضوء الطبيعية من أفضل الطرق لتخفيف ضرر الشاشات على العيون، لذا فإنّ اصطحاب طفلك للخارج يومياً من أفضل الوسائل التي تساعد أعينهم على النمو بشكل أفضل.
- 2. تقليل وقت الشاشة: يجب ألّا يُسمح للرضع والصغار بعمر أقل من 18 شهراً بقضاء أي وقت على الشاشات على الإطلاق وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بينما الأطفال في سنّ الحضانة ومرحلة ما قبل المدرسة يُسمح لهم بساعة يومياً كحد أقصى، أمّا فيما يتعلّق بأطفال المدارس، فيجب المحاولة قدر الإمكان لتقليل وقت الشاشة الخارج عن إطار ما يلزم لأداء الواجبات الدراسية.
- 3. أخذ استراحات متكررة: شجع طفلك على اتباع قاعدة 20-20-20، والتي تنطوي على: كل 20 دقيقة من النظر إلى الشاشة، أشح بنظرك لمدة 20 ثانية، إلى شيء يبعد عنك 20 قدماً (أي حوالي 6 أمتار).
قد لا تتمكن من حماية طفلك تمامًا من الإصابة بقصر النظر، لكن يمكنك على الأقل تعليمه بعض العادات الصحية التي تساعده على الحفاظ على صحة عينيه.
اتخذ الخطوة التالية
إن كنت ترغب بمعرفة المزيد حول قصر النظر عن الأطفال، راجع طبيب الرعاية الأولية.
8 مايو 2025