سن اليأس (سن الأمل، أو سن انقطاع الطمث) هي العملية البيولوجية الطبيعية التي تمر بها جميع السيدات، وتشير إلى انتهاء سنوات الإنجاب، نتيجةً توقف المبايض عن إطلاق البويضات وانخفاض إنتاج الهرمونات الأنثوية، وخاصة هرمون الإستروجين.
يحدث انقطاع الطمث عادةً بين سن 45-55 عامًا، تُعتبر المرأة قد دخلت سن اليأس رسمياً إذا انقطعت الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً متتاليًا. على الرغم من أنّ انقطاع الطمث هو جزء طبيعي من حياة المرأة، إلّا أنّه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتها.
تتساءل العديد من السيدات عن وقت حدوث سن اليأس وهل يمكن تأخيره؟ وبناءً على التقارير الحديثة، فإنّه لا يوجد دواء يمكنك استخدامه لتأجيل سن اليأس عن قصد. ولكن هناك بعض الأدلة التي تُشير إلى أنّ أسلوب حياتك قد يؤثر على وقت حدوث سن اليأس. تابع قراءة المقال لتعرف أكثر!
ما أضرار انقطاع الطمث المبكر؟
يكون انقطاع الطمث مبكراً وسابقاً لأوانه إذا حدث على سن 45 عامًا أو أقل، وقد يؤثر ذلك على جوانب عديدة من صحتك، إذ يُعتبر الإستروجين هرمونًا مهمًا للحفاظ على صحة القلب، والعظام، والدماغ. ومن هذه التأثيرات الضارة:
- فقدان كثافة العظام: يُسّرع نقص الإستروجين من معدل فقد كثافة العظام، مما يزيد من احتمالية إصابتك بهشاشة العظام.
- أمراض القلب: يحمي الإستروجين القلب من خلال الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتقليل مستويات الكوليسترول في الدم. وعند انخفاضه ستبدأ جزيئات الكوليسترول بالتراكم في الشرايين؛ مما يزيد من فرصة الإصابة بأمراض القلب مثل: الجلطة والنوبات القلبية.
- اضطرابات الذاكرة: يؤثر نقص الإستروجين على الدماغ، ويقلل من قدرتك على تذكر الأحداث.
- اضطرابات جنسية: يؤثر نقص الإستروجين على الرغبة الجنسية، ويقلل من ترطيب المهبل.
- سلس بولي: يضعف نقص الإستروجين عضلات الإحليل، ويسبب سلس البول.
ما هي فوائد تأخر انقطاع الطمث؟
يُعتبر الطمث متأخرًا إذا حدث على عمر 55 عامًا وأكبر. ولتأخر انقطاع الطمث العديد من الفوائد، إذ تستفيد السيدات خلال هذه الفترة من الفوائد الصحية للإستروجين، ممّا يؤدي إلى تعزيز كثافة العظام وصحة القلب حتى بعد انقطاع الطمث.
وعلى الرغم من هذه الفوائد، إلّا أنّ زيادة عدد السنوات التي تتعرضين فيها للإستروجين يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بسرطان الثدي، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان المبيض.
ما العوامل التي تؤثر في سن انقطاع الطمث؟
تحديد العمر الذي قد يحدث فيه انقطاع الطمث ليس أمرًا يمكن للفرد تحديده بسهولة؛
- إذ تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في ذلك، ويُعتبر العمر الذي وصلت فيه والدتك لسن اليأس من أفضل العوامل التنبؤية لوقت حدوث انقطاع الطمث لديك.
- يمكن لأسلوب حياتك أن يؤدي دورًا في تحديد وقت حدوث سن اليأس، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية تثبت ذلك.
هل هناك وسيلة لتأخير انقطاع الطمث؟
لا توجد وسيلة مُحددة لتأخير سن اليأس، لأنّها عملية بيولوجية طبيعية، ومع ذلك، يمكن أن تُساعد بعض العوامل في تأخير انقطاع الطمث، مثل:
- الرضاعة الطبيعية: من الممكن أن يُساهم إرضاع الطفل لمدة 7-12 شهرًا في الوقاية من انقطاع الطمث المبكر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تُساهم الرياضة في الحفاظ على توازن الهرمونات، وبالتالي من الممكن أن تؤخر سن اليأس قليلًا.
- تجنب التدخين: يؤثر التدخين بشكل سلبي على المبيضين، ويزيد من احتمالية انقطاع الطمث مبكرًا، لذا يُفضل تجنبه والإقلاع عنه إذا كنت مُدخنة لحمايتك من هذا الانقطاع المُبكر.
- اتباع نظام غذائي صحي: يُعتقد أنّ النظام الغذائيّ الغنيّ بمضادات الأكسدة والأوميغا 3 يُساهم في تأخير سن الطمث، وذلك لأنّها تحمي وتحفظ البويضات في المبيض لفترة أطول.
قد تكون هذه العوامل مفيدة في تأخير بداية سن اليأس، ولكنّ نتائجها غير مضمونة دائمًا لجميع السيدات. لذلك فإنّ اتباع نمط حياة صحي أمر مهم في جميع المراحل العمرية – قبل، وأثناء، وبعد سن اليأس.
هل تفيد الأدوية الهرمونية في تأخير انقطاع الطمث؟
لا، لا تفيد الأدوية الهرمونية في تأخير انقطاع الطمث، فهذه الأدوية مُصممة خصيصًا لتخفيف أعراض انقطاع الطمث التي تُعاني منها معظم السيدات مثل:
- الهبات الساخنة.
- اضطرابات النوم.
- جفاف المهبل.
- هشاشة العظام.
تُساعد الأدوية الهرمونية على تنظيم مستويات الهرمونات الأنثوية في جسم المرأة بعد انقطاع الطمث. ارتبط استخدام هذه الأدوية قديمًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب، ولكن أظهرت الأبحاث الحديثة أنّ استخدامها بجرعة صحيحة ولمدة قصيرة يحمل فوائد عديدة تفوق مخاطرها المحتملة.
27 ديسمبر 2023