أغلبنا يكره شعور البرودة في أوقات الشتاء القارص، لكن بالنسبة للأشخاص الذي يعانون من متلازمة رينود، فإن البرد أكثر من مجرد إزعاج، إنه يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية.
ما هي متلازمة رينود؟
متلازمة رينود أو ظاهرة رينود (Raynaud’s syndrome) هي حالة تؤثر في تدفق الدورة الدموية إلى الأطراف عادةً؛ بسبب رد فعل الجسم المبالغ فيه تجاه البرد أو الضغط النفسي.
تؤثر المتلازمة غالباً في أصابع اليدين والقدمين، ولكنها قد تشمل الأذنين، والأنف، والشفاه، والحلمات في حالات نادرة، حيث تنقبض الأوعية الدموية الصغيرة في هذه المناطق نتيجة البرد أو التوتر، وينقطع تدفق الدم إليها مؤقتاً، ثم يعود مجدداً بشكل مفاجئ، مما يُسبب نوبات من التنميل والألم الشديد.
ما هي أعراض وعلامات متلازمة رينود؟
تحدث نوبات مرض رينود عادةً على 3 مراحل:
- تحول الجلد إلى اللون الأبيض؛ بسبب نقص تدفق الدم.
- يصبح الجلد لونه أرزق؛ بسبب نقص الأكسجين في تلك الأنسجة.
- يعود لون الجلد إلى الأحمر؛ بسبب عودة تدفق الدم بشكل مفاجئ، وهذا المرحلة تسبب تنميلاً وألماً شديداً للمُصاب.
قد تستمر نوبات متلازمة رينود من بضع دقائق إلى ساعات.
لماذا تحدث متلازمة رينود؟
تُصنّف متلازمة رينود حسب سبب حدوثها إلى نوعين – أوّلي وثانوي- كما يلي:
- مرض رينود الأولي: وهو النوع الأكثر شيوعاً، سميّ بهذا الاسم؛ لأن الأطباء لم يجدوا سبباً للإصابة به، ويعتقد أنّ له أسباباً وراثية، كما أنّ الإناث هم أكثر عُرضة للإصابة به بـ 9 مرات.
- مرض رينود الثانوي: هذا النوع أقل شيوعاً، سُمّي بالثانوي لأنه في هذا النوع يكون هناك مشكلة صحية سببت تضيق الأوعية الدموية ونقص التروية وبالتالي حدوث المرض، غالباً ما تكون المشكلة الصحية المسببة مرضاً مناعيًّا يؤثر في الأوعية الدموية، مثل:
- الذئبة.
- تصلب الجلد.
- متلازمة شوغرن.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
كيف يمكن التغلّب على متلازمة رينود؟
لا يوجد علاج لمرض رينود، لكن يمكن السيطرة عليه من خلال اتباع نهج علاجي يركز على:
- الوقاية من المحفزات: تجنب التعرض للبرد والتوتر قدر الإمكان.
- اتباع نمط حياة صحي: يشمل ذلك الإقلاع عن التدخين، تقليل الكافيين، وممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز تدفق الدم إلى كل الأطراف.
- الأدوية (في بعض الحالات): قد يصف الطبيب أدوية معينة لتحسين الدورة الدموية، والسيطرة على الأعراض.
إليك شرح مفصّل لاستراتيجيات السيطرة على مرض رينود:
-
تدفئة الجسم:
برودة الجو محفز رئيسي لنوبات رينود، ولكن ليس المقصود إبقاء أصابع اليدين والقدمين دافئة فحسب، فقد تحدث نوبات رينود أيضًا عندما يكون عامة جسمك باردًا. إليك بعض النصائح للمحافظة على دفء جسمك:
- اجعل منزلك دافئًا: تأكد من ضبط التدفئة على درجة مريحة تبقيك دافئًا.
- ارتدِ طبقات من الملابس: هذا يسمح لك بخلع أو ارتداء طبقة حسب الحاجة والحفاظ على دفء جسمك كاملاً.
- غطِّ أصابعك عند الخروج في البرد: ارتدِ قفازات وجوارب لتحمي يديك وقدميك من البرودة.
- فكر بالقفازات أو الجوارب الساخنة: هذه مفيدة جدًا في الطقس شديد البرودة.
- حرك أصابعك إذا شعرت بالبرودة: حركها باستمرار بحركات دائرية لتحسين الدورة الدموية.
- ضع يديك تحت ماء دافئ: يمكنك غسل يديك بالماء الدافئ لتحسين الشعور بالدفء.
-
التقليل من التوتر
- التوتر يحفز إفراز الأدرينالين، والذي يُسبب بدوره انقباض الأوعية الدموية، ونقص تدفق الدم إلى الأطراف.
- يجب التعرف على مسببات التوتر والحد منها، أو التعامل معها بطرق صحية.
- تساعد تمارين التنفس، والتأمل، واليوغا على تخفيف التوتر والقلق، مما قد يقلل من نوبات مرض رينود.
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام
- ممارسة الرياضة بانتظام تنشّط الدورة الدموية، مما يساعد على وصول الدم بشكل أفضل إلى الأطراف.
- تُساعد أيضًا على تخفيف التوتر والقلق، وهو عامل مهم للسيطرة على مرض رينود.
- يمكن ممارسة أي نوع من الرياضة المفضّلة.
- الحرص على ممارسة الرياضة في بيئة دافئة، أي في صالة الجيم، أو في منزل دافئ، أو يمكن في الخارج مع ضرورة ارتداء ملابس مناسبة ودافئة أثناء التمرين.
- تغطية اليدين والقدمين أثناء التمرّن في الخارج، مع أرجحة الذراعين أثناء المشي أو الركض لتحسين تدفق الدم إليها.
-
الإقلاع عن التدخين
- يضر التدخين بالأوعية الدموية، ويقلل من تدفق الدم، مما يزيد من سوء أعراض متلازمة رينود.
- يساعد الإقلاع عن التدخين على الحد من نوبات المرض.
-
تخفيف الكافيين
- يسبب الكافيين الموجود في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية وغيرها، تضيق الأوعية الدموية، وقد يؤدي إلى تفاقم أعراض مرض رينود.
- يجب الانتباه إلى مصادر الكافيين المخفية، مثل الشوكولاتة، والعلكة، وبعض مسكنات الألم.
-
استشارة الطبيب
- يقيّم الطبيب شدة الأعراض، وسبب حدوثها، ويحدد أفضل خطة علاجية مناسبة، لكن للأسف فقط 10% من الأشخاص يطلبون العلاج.
- قد يصف بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل أنواع من أدوية الضغط التي توسّع الشرايين.
- قد يبدّل أو يغيّر جرعة بعض الأدوية التي تؤدي إلى تفاقم أعراض المرض، مثل بعض أدوية الشقيقة، أو مضادات الاحتقان، أو حاصرات مستقبلات بيتا (المُستخدمة لتنظيم الضغط وضربات القلب).
13 مارس 2024