لقد كانت ميريام ميريانوس أماً بحالة صحية جيدة لثلاثة أطفال يعيشون في تكساس عندما أصيبت بالإنفلونزا في نوفمبر 2018
لم يمض وقت طويل حتى فاقم الفيروس حالتها الصحية، وتراكمت السوائل في رئتيها، لقد كانت ميريانوس تُصارع من أجل التنفس. إذ تم نقلها إلى مستشفى محلي ووضعت على جهاز أوكسجين الأعضاء خارج الجسم، وهو جهاز يضخ الأوكسجين في الدم، متجاوزا بذلك القلب والرئتين.
لقد بقيت ميريانوس على جهاز الأوكسجين 10 أشهر، وهي فترة أطول بكثير من فترة العلاج المعتاد. لقد قيل لها بأن فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي زراعة رئتين، لكن أخبرها أطباؤها أن الجراحة ستكون خطرة جدًا عليها. فمن المُحتمل جدًا أن تُهاجم الأجسام المضادة التي أنتجها جهازها المناعي لمكافحة الإنفلونزا العضو المزروع مما يتسبب في رفض جسدها للرئتين الجديدتين.
لم تكن عائلتها على استعداد لقبول “لا” كجواب بالنسبة لزراعة الرئة.
قالت إلين كرامر، إحدى بنات ميريام، ” لقد كنا نعلم أنه كان علينا إيجاد مستشفى على استعداد تام للتعامل مع الحالة المعقدة لأمي، إذ أنها أرادت أن تعيش من أجل أطفالها الثلاثة” إن معرفتنا لذلك جعل صوتنا أقوى لتحقيق ما تريده.
بحلول أوائل 2019، تم رفض خضوع ميريانوس لعملية زراعة الرئتين من قبل أكثر من 20 مستشفى في جميع أنحاء الولايات المُتحدة
في أبريل 2019 توجهت عائلتها إلى مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا، حيث قام الدكتور عباس أدرهالي، المدير الجراحي لبرنامج زراعة القلب والرئتين بجامعة كاليفورنيا، بتشخيص ومراجعة حالة ميريام وتم قبولها كمريضة.
قالت ميريانوس” لقد كان ذلك مُطمئناً” إن كل ما سمعناه من قبل كان “آسف لا يُمكننا مساعدتك” لقد كان ذلك مُفجعاً حقاً. إنها لنعمة أن تحظى بفرصة ثانية للبقاء على قيد الحياة.
كان دكتور أردهالي وفريقه على علم بالتحديات المُحتملة، لكنهم كانوا مُصممين على مواجهتها ومُساعدة ميريانوس. قال دكتور أردهالي”لقد كانت امراة شابة تُعاني من حالة غير مُتوقعة والتي يُمكن أن تحدث لأي شخص وشعرنا أنه يجب أن نمنحها فرصة” لقد مكثت على جهاز أوكسجين الأعضاء خارج الجسم لفترة أطول من أي مريض، لقد كافحت من أجل الحصول على الجراحة؛ لذا كان يجب علينا أن نمنحها أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة.
كان لا يزال أمام ميريانوس طريق طويل للتغلب على الصعاب قبل أن تخضع للعملية الجراحية، إذ قام فريق من المختصيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بتقليل مستوى الأجسام المضادة في جسمها وذلك للحد من فرص رفض جسمها للرئتين المزروعتين.
في يوليو 2019، تم العثور على مُتبرع متطابق، وقام فريق جراحي وعلى رأسهم أردهالي بإجراء عملية لزراعة رئتين تكللت بالنجاح.
وأضاف الدكتور أردهالي “أن الجراحة تتطلب اتباع أسلوب التعدُّديَّة في التخصصات، يشارك في الفريق أطباء من أخصائيي أمراض الرئة والأمراض المعدية بالإضافة لأشخاص متخصصين في علم الوراثة المناعية”.
بعد مرور أقل من يوم واحد على الجراحة، كانت ميريانوس مستيقظة وتتنفس من تلقاء نفسها، بعد مرور 11 شهرًا، ما زالت ميريانوس تواصل علاجها نحو التعافي الكامل- وتقوم باتخاذ احتياطات اضافية للبقاء بصحة جيدة أثناء جائحة كوفيد 19
تنسب عائلة ميريانوس الفضل للفريق الصحي في جامعة كاليفورنيا لإنقاذ حياة ميريانوس ومنحها فرصة لتكوين ذكريات جديدة مع عائلتها.
قالت ابنتها اليزا ميريانوس “لقد أعادوا الحياة لأمي، لقد رحبت مؤخرًا بحفيدها الأول وها قد عادت إلى طبيعتها. لم نكن متوقعون أن تصبح حالة ميريانوس هكذا مرة أخرى.
وصرح دكتور أردهالي “إن اجراء عمليات جراحية معقدة يثبت أن المرضى ذوي حالات المخاطر العالية يمكن أن يحصلوا على نتائج ناجحة. كما أنه يعطى فريقهم الفرصة لمشاركة ما تعلموه من برامج زراعة الأعضاء الاخرى؛ لذا تصبح العديد من المؤسسات على استعداد لعلاج المرضى المعرضين لمخاطر عالية في المستقبل”.
وأضاف دكتور أردهالي “لقد تغلبت ميريام على الصعاب”،”والفضل في ذلك يعود لها ولأسرتها على شجاعتهم والتزامهم وتصميمهم على المثابرة.”
جهة اتصال وسائل الإعلام
الانا بريسكو.
424-465-4966
aprisco@mednet.ucla.edu